أفادت مصادر أمنية بأن وحدات من قوات الجيش وحرس الحدود شرعت في حملات تمشيط واسعة النطاق على امتداد الشريط الحدودي المتاخم للأراضي الليبية، والممتد على مسافة 974 كيلومتر. في نفس السياق، أوفد توارف ليبيا مقاتلين وعتادا لرفاقهم الأزواد في شمال مالي، على سبيل دعمهم في معركتهم ضد ''القاعدة''. وجاء ذلك، حسب المصادر، بعد إلقاء القبض على 12 مسلحا تسللوا، فجر الأربعاء الماضي، إلى تراب ولاية إليزي، وقد كان هؤلاء بصدد السفر إلى مالي لتدعيم صفوف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث تم حجز سيارات رباعية الدفع وأسلحة من نوع كلاشنيكوف. ولوضع حد لتسلل الإرهابيين، ومع اقتراب توجيه ضربات عسكرية ضد عناصر القاعدة بفروعها، أوضحت نفس المصادر بأن قوات الجيش تستعمل في عمليات البحث والتمشيط المروحيات العسكرية، كما تستعين بخبراء الصحراء ومسالك المهربين خاصة بعد تعرفها على عدة منافذ لشبكات التهريب. ولم تستبعد المصادر أن تكون عناصر مرتبطة بالتنظيم الإرهابي ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' الذي يستعد لمواجهة عسكرية في شمال مالي، قد استولى على أسلحة متطورة مهربة من ليبيا لاستعمالها في عمليات حربية دفاعا عن عناصره وللاستقرار في شمال مالي. وفي نفس السياق، أفادت مصادر مطلعة على الشأن الأمني بأن توارف ليبيا أرسلوا وحدات مقاتلة مزودة بأسلحة محملة، على متن 17 سيارة رباعية الدفع من نوع ستايشن، إلى شمال مالي لمساندة حركة الأزواد في حربها المنتظرة ضد القاعدة. ويأتي هذا الدعم تطبيقا لتحالف إستراتيجي بين الطرفين، عقب إبرام اتفاقية بين توارف ليبيا والأزواد. ومعلوم أن المنطقة تشهد هذه الأيام حركة كبيرة من حيث تدفق السلاح والجهاديين، لكل الأطراف، استعدادا لحرب شمال مالي الذي أصبح هاجسا مخيفا بعد احتلاله من طرف العناصر الإرهابية، على رأسها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتنظيمات الإرهابية الأخرى كحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.