فرنسا تدخل امتحان حرب العصابات على تخوم الحدود الجزائرية فضحت السفيرة الأمريكية السابقة في مالي، فيكي هادلستون، حكومة باريس بعد أن كشفت دفعها 17 مليون دولار كفدية للإفراج عن مواطنيها الأربعة الذين تعرضوا للاختطاف في النيجر عام 2010، موضحة أن ”الجميع يعلم بذلك وخاصة الجزائريين” الذين عرفوا بشكل غير مباشر بالقضية. وقالت السفيرة في حوار مع إذاعة ”آي تيلي” الفرنسية، أمس، إنه ”منذ نحو عامين اختطف تنظيم قاعدة المغرب فرنسيين يعملون بمنجم لليورانيوم شمالي النيجر.. ولإطلاق سراحهم دفعت باريس فدية قدرها 17 مليون دولار”. وتشير هادلستون بروايتها إلى واقعة اختطاف سبعة عاملين بمجموعة أريفا الفرنسية في النيجر خلال سبتمبر 2010. وأفرج الخاطفون بعدها عن ثلاثة رهائن فقط أحدهم من توجو وآخر من مدغشقر، بجانب امرأة فرنسية تعاني من السرطان، فيما ظل الأربعة الباقون محتجزون في منطقة مجهولة حاليا يعتقد أنها في مالي وليس النيجر، رغم دفع الفدية. وأوضحت هادلستون أن الفدية تم دفعها عن طريق وسطاء بالحكومة المالية، رغم نفي سلطات باماكو ضلوعها في أية أنشطة من هذا النوع للإفراج عن رهائن محتجزين لدى الجماعات الإرهابية، مضيفة ”أعتقد أن معظم الناس كانوا على علم وخاصة الجزائريين يعرفون ما يحدث عندما يتم إطلاق سراح الرهائن بهذه الطريقة”. وأضافت السفيرة التي عملت في مالي بين عامي 2002 و2005، أن تنظيم قاعدة المغرب يستخدم الأموال التي يحصل عليها بهذه الطريقة لتقوية ترسانة أسلحته وتعزيز قدراته العسكرية. أمين لونيسي مئات الجرحى والقتلى بين الطرفين في معركة ”أغلهوك” فرنسا تدخل امتحان حرب العصابات على تخوم الحدود الجزائرية كشفت مصادر ”الفجر”، أن القوات الفرنسية تذوقت لأول مرة طعم حرب العصابات التي حذّرت من تداعياتها الجزائر، وواجهت لأول مرة جماعات إرهابية تنتهج أسلوب الكر والفر وضرب الخصم بعد استدراجه إلى مناطق تمركزه، في وقت سقط فيه مئات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين في معركة ”أغلهوك” الواقعة على بعد كيلومترات فقط من الحدود الجزائرية. وأفادت مصادر ”الفجر”، أن معركة شرسة وقعت، أول أمس، بين الجماعات الإرهابية والقوات الفرنسية التي كانت مدعومة بالقوات المالية والإفريقية على مقربة من الحدود الجزائرية، وعرفت فرنسا أول مواجهة سرية بينها وبين إرهابيي حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا الذين استدرجوا خصومهم اعتقادا منهم أنهم يسيطرون على الوضع، غير أن مجريات الحرب أخذت أبعادا أخرى بعدما اشتد وطيسها، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى من كلا الطرفين، وسجلت مقتل حوالي 15 جنديا فرنسيا وعشرات الماليين وكذا حوالي 50 جنديا نيجيريا كانوا ضمن القوات الإفريقية، وفي المقابل قتل العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي للجهاد والتوحيد. من جهة أخرى، تعرض الجنود التشاديون إلى كمين مسلح من قبل أتباع تنظيم قاعدة المغرب الذين دخلوا الحرب هم أيضا بعدما تقلصت المساحات التي يلجأون إليها للاختباء بالموازاة مع التقدم المستمر للقوات الإفريقية نحو الشمال. وتحدثت مصادرنا عن قتلى في صفوف التشاديين العارفين جيدا بخبايا الجماعات الإرهابية، وتحركاتهم في الصحراء، وهو الأمر الذي جعل عناصر القاعدة يعجلون بالاعتداء رغم الخسائر التي سيتكبدونها في مواجهة الجيش التشادي المعروف بشراسته، إدراكا منهم أن الفرصة لن تتاح لهم مجددا خاصة بعد الدعم الذي حظيت به الجيوش، حيث وبمجرد وقوع الاعتداءين ركزت القوات أنظارها إلى المنطقة، وكثف الطيران الفرنسي تحليقه إيذانا لحرب ضروس على مقربة من الحدود الجزائرية.