أفرج أمس ما يسمى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عن الرهينة السويسرية ''فرنر غرينر'' الذي تم اختطافه من طرف العناصر الإرهابية التابعة لإمارة الصحراء، التي يقودها الإرهابي المدعو يحي جوادي، رفقة عدد من السياح الغربيين كانوا في رحلة سياحية في منطقة دول الساحل• وذكر مصدر مقرب من السلطات المحلية في شمال مالي لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الرهينة السويسري سيلتحق بعائلته في سويسرا بعد أن يمكث لساعات بالعاصمة المالية، باماكو، مشيرا في السياق ذاته إلى الحالة الصحية المتعبة التي يوجد عليها الرهينة السويسرية، بعد أن تسلمته السلطات المالية في منطقة ''غاو'' بشمال مالي• ويعتبر الرهينة السويسري ''فرنر غرينر'' آخر محتجز لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والذي قامت عناصره بعملية اختطاف ستة سياح غربيين في منطقة الصحراء، بين ديسمبر 2008 وجانفي ,2009 أفرج عن أوروبيين وكنديين في مرحلة أولى بتقديم فدية حسب المراقبين، بينما نفى رئيس الدبلوماسية الكندية ذلك في حينه، مرجعا إطلاق سراح رعايا كندا إلى نجاح المفاوضات عبر وسيط مع الجماعة الإرهابية المسؤولة عن العملية، وتلتها عملية قتل الرهينة البريطانية، ادوين داير، بعد فشل المفاوضات مع لندن وعدم خضوعها لمطلب تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بإطلاق سراح مستبيح دماء الجزائريين، الإرهابي أبو قتادة، الذي تحتجزه بريطانيا في سجونها بتهمة الإرهاب• وكانت قافلة عسكرية مالية قد غادرت منطقة تومبوكتو الجمعة الماضي بهدف تعقب مسلحي التنظيم الإرهابي، بعدما أعلن الرئيس المالي، أمادو توماني توري، حربا شاملة ضد عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي دخل في مواجهات وصفت بالعنيفة مع الجيش المالي، وخلفت عددا من القتلى والجرحى والأسرى من الجانبين• ويفسر المراقبون أن الخطورة التي أقدم عليها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بالإفراج عن آخر رهينة دون الحديث عن العوامل التي أدت إلى إقدامه على ذلك، لها علاقة بشروع القوات المالية في استعدادات للقيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد العناصر الإرهابية المسلحة من جهة، وتحرك مختلف المصالح الاستخباراتية الغربية، وكذا جنود عدة بلدان أروبية وأمريكية في المنطقة من جهة أخرى• كما أن العناصر الإرهابية لإمارة الصحراء بقيادة، المدعو يحي جوادي، تحاول الحيلولة دون الإقدام على العملية العسكرية المشتركة التي أعلنت عنها القوات المالية والقوات الجزائرية في وقت سابق، وإسقاط حجة تحرير الرهينة الذي تتخذه العواصمالغربية لإعلان المواجهات مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي• من جهة أخرى يكون تقرب عدة أجهزة استخباراتية من عناصر هذا التنظيم الإرهابي قد عجل بالإفراج عن الرهينة السويسرية لإيقاف أية عملية عسكرية منتظرة ضده، ما جعل الأمور تشير إلى صفقة قد تم إبرامها بين هذه الأجهزة الاستخباراتية الغربية التي تملك مصالح دنيئة في المنطقة مع تنظيم الإرهابي يحي جوادي، تسمح باستمرار نشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مقابل تغيير وجهة العمليات العسكرية المعلن عنها، ما يسمح باستمرار التواجد الأجنبي في المنطقة بذات الحجة المعروفة بمكافحة الإرهاب، وهو ما تفطنت له مصالح الجيش الوطني الشعبي باحترافيته وذكاء عناصره عندما أمن حدوده الجنوبية وتعقب العناصر الإرهابية إلى ما وراء ذلك ليقطع الطريق أمام الذين يراهنون على حجة تواجد عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي فوق الصحراء الجزائرية، خاصة بعد أن كشفت التصريحات الأخيرة للجنرال الفرنسي، بوشوالتير، العلاقة الكبيرة التي تربط المصالح الاستخباراتية الغربية بالتنظيمات الإرهابية، يضيف المتتبعون للشأن الأمني في منطقة دول الساحل•