عجلوا بدراسة جيو تقنية لتفادي خطر الانهيار لايزال، لغاية مساء أمس، خطر الانهيار الصخري لجبل آزرو نطهور المطل على سفوح جرجرة بايللتن، بأعالي إيفرحونن في تيزي وزو، يتربص بسكان المنطقة، بل باتت الظاهرة تزحف نحو التجمعات السكانية بعدما تسبب في إجلاء 33 عائلة من قرية آيت عيسى أويحي التي تعد الأكثر تضررا جراء تصدع الجبل. وقد تنقلت “الفجر” إلى عين المكان، حيث وقفت على مأساة حقيقية، في الوقت الذي يبقى المتضررون ينتظرون الفرج منذ 4 ماي المنصرم، حيث تشهد المنطقة انزلاقات أرضية وانهيار الجبل لأول مرة. لكن مع حلول هذا الشتاء ازدادت معاناة السكان بفعل محاصرتهم بالثلوج. متضررون يراسلون رئيس الجمهورية لطلب النجدة ناشد العديد من المتضررين ممن التقتهم “الفجر” بعين المكان السلطات المحلية والولائية، إلى جانب الوزراء المعنيين، بل حتى رئيس الجمهورية، الذي خصوه برسالة مفتوحة شرحوا فيها الخطر الذي يداهم بلدية ايللتن بالكامل، مطالبين بمدهم في القريب العاجل بوسائل لائقة وانتشالهم من جحيم انهيار جبل آزرو نطهور الذي يقذف حمما وصخورا عملاقة وأتربة، ما ينذر بحدوث كارثة كبرى بين الحين والآخر إذا لم يتم أخذ المشكل بجدية. ويقول ولد بكو شعبان، واحد من بين المتضررين الذي أجبرته الظاهرة رغما عنه على مغادرة مسكنه العائلي، أن الأهالي يعيشون بين الرعب والهلع كل يوم بفعل تحرك أساسيات الجبل وتصدع طبقته السفلى، وهي الظاهرة التي تزداد من يوم لآخر، معيبا تقصير بعض الجهات في عملها الذي أنابت عنه بلدية ايللتن التي لم تتوصل إلى احتواء الوضع لمحدودية إمكانياتها، ما دفع لجنة قرية آيت عيسى أويحي إلى تجنيد سكانها للوقوف كرجل واحد إلى غاية إجلائها للعائلات المتضررة إلى أماكن آمنة، أو لدى الجيران أوالعائلة، في الوقت الذي فرت كليا 6 عائلات إلى خارج القرية خوفا على أرواحها. وأضاف المتحدث أن وعود بعض المسؤولين عمقت جراحهم في هذه الظروف العصيبة رغم المجهودات المتواصلة التي يقوم بها والي تيزي وزو، عبد القادر بوعزغي، الذي كان الأسبوع الأخير قد أعاد تشغيل الجسر العابر للطريق الولائي 253 في شطره الممتد بين ايللتن باتجاه بجاية، في انتظار فتح الجسر الثاني بعد أسبوعين كأقصى تقدير الذي وصلت أشغاله إلى حدود 80 بالمئة. وقال ذات المتحدث أنه لم يستفيدوا لحد اليوم من أي إعانة مالية في إطار 70 مليون سنتيم المخصصة للسكن الريفي أوحصة سكنية في إطار مشروع إنجاز 42 وحدة لصالح المتضررين من الظاهرة، نافيا بذلك ما قيل عنهم بخصوص استلام عدد منهم لهذه المساعدات. ويبقى - حسبه - روح التضامن بين أبناء المنطقة السمة الكبرى التي أنقذت الوضع، في ظل هشاشة عمل بعض المدراء التنفيذيين الذين دعوهوم إلى التعجيل في إتمام أشغال المنشآت الفنية وكذا تطهير الواد العابر لايللتن، الذي إن توسعت موجة التقلبات الجوية فسيفيض على أهله. وكان المتحدث الذي يحمل في قلبه نوع من الأمل في النجاة أنه أنقذ قريته من موت أكيد، حيث يعد أول من اكتشف ظاهرة تصدع الجبل، بعدما طلع إلى قمته بحثا عن الماء الشروب ليجده يتدفق من أسفل آزرو نطهور، ليكلف نفسه منذ ذاك الحين متابعة الحادثة. وأضاف المتحدث أن ما أثار الهلع في نفوسهم الانفجار العنيف الذي هز المنطقة خلال ظهور الظاهرة إلى درجة سماعه على بعد7 كلم، حيث خيل أنها قنبلة عملاقة تلاها ما يشبه الصوت الصادر عن الطائرة، وهي في السماء. استحداث مجمعين سكنيين لإيواء 42 عائلة عبر3 قرى قال رئيس بلدية ايللتن عزوق أورمضان، في تصريح ل”الفجر”، أنه سيتم استحداث مجمعين سكنيين لإيواء 42 عائلة عبر3 قرى، ويتعلق الأمر بكل من مناطق آيت عيسى أويحي، إحدادن وعدالة، بغية إعادة إسكان العائلات التي تضررت جراء الانهيار الصخري لجبل آزرو نطهور، مؤكدا أنه تم إيفاد مكتب دراسي إلى عين المكان، حيث أحصى حجم الخسائر والضرر الذي لاحق بالسكان الذين تم نقل العديد منهم إلى بيوت قديمة من القرية من هؤلاء الذين يقطنون على ضفاف واد ايللتن، في انتظار إطلاق دراسية جيو تقنية لاحقا عبر مناقصة وطنية ودولية لمتابعة موقع التصدع الأرضي الذي ظهر منذ ماي المنصرم. وكان “مير” ايللتن قد ثمن مجهودات لجنة قرية آيت عيسى اويحي وسكان المناطق الأخرى الذين ساهموا في عمليات التنظيف ودعم حواف الوادي بالمتاريس الحجرية، ما أعاد الطمانينة بشكل نسبي إلى قلوب الأهالي ومحا جانبا من آثار الظاهرة. محافظة الغابات تغرس 70 هكتارا بأشجار الأزر لحماية أحواض التدفق وسعيا منها لمواجهة خطر الانهيار الصخري قررت محافظة الغابات لتيزي وزو استحداث برنامج استعجالي من خلال غرس 70 هكتارا من أراضي ايللتن بأشجار الأرز بغية حماية أحواض التدفق. وقالت مصادر مقربة من المحافظة ل”الفجر” إن العملية سيتم الشروع فيها ريثما تتحسن الاحوال الجوية واستقرار مناخ المنطقة، وهي العملية التي ستستهم بشكل كبير في إعادة الاعتبار من جهة للغطاء النباتي بهذه المنطقة التي أتلف عدد منه، لاسيما أشجار الزيتون والأرز والصنوبر بسبب المياه المتدفقة. يحدث هذا في الوقت الذي توصلت محافظة الغابات إلى إنجاز 9 آلاف متر مكعب من الحواجز الواقية عبر عديد المناطق والقرى، خصوصا عبر حافة وادي بوشكير العابر لقرية آيت عيسى أويحي ومدينة ايللتن. فضلا عن ذلك عمدت البلدية على شق طريق اجتنابي يمتد على مسافة 13 كلم بهدف حماية سكان المنطقة.