إجلاء 50 صحفيا بعد تفجير أمام مطار المدينة أُرغمت الجماعات الإرهابية المسلحة على استعمال كامل أوراقها لاستنزاف الجيوش النظامية من قوات فرنسية، مالية وكذا قوات الاكواس، وتبنت خطة حرب العصابات التي باشرتها على الحدود مع الجزائر مع مقتل المئات في مواجهات برية مباشرة وصلت ذروتها بتنفيذ عمليات انتحارية بغاو المنطقة التي جاهرت الحكومة المالية ببسط سيطرتها عليها. اندلعت مواجهات، مساء أول أمس، بين جنود ماليين وإرهابيين في وسط غاو، كبرى مدن شمال مالي التي استعادها الجنود الفرنسيون والماليون من الجماعات الإسلامية المسلحة، والتي شهدت هجومين انتحاريين في يومين، في وقت تواصل القتال بمناطق عدة شمالي البلاد، بينما عاد الهدوء إلى العاصمة باماكو بعد اشتباكات بين فصائل عسكرية متنافسة الجمعة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين. وتدور المواجهات بين الجنود والإرهابيين في وسط المدينة بالقرب من مركز الشرطة الرئيسي الذي كان مقرا للشرطة الإسلامية عندما كانت الجماعات الإرهابية تسيطر على غاو، وأدى إطلاق النار الذي كان كثيفا ثم تحول إلى إطلاق نار متقطع إلى إرغام السكان على البقاء في منازلهم خوفا من الإصابة برصاص الكلاشنيكوف والرشاشات الثقيلة. وقال مصدر أمني مالي، إن ”عناصر من جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا تسللوا إلى المدينة ونحن نقوم بإخراجهم”. من جهة أخرى، نقلت وكالة ”فرانس بريس” عن تيرري بوركهارد ممثل هيئة الأركان الفرنسية، أنه تم إجلاء حوالي 50 صحفيا، أول أمس، من مركز مدينة غاو، وجاء ذلك بعد أن دوى انفجار على بعد 10 كيلومترات عن مطار المدينة. وحسب قوله، فإن مجموعة من المسلحين اختبأت في مبنى قسم الشرطة السابق في الجزء الجنوبي من المدينة، ثم تلاها تبادل إطلاق النار بين الإرهابيين والقوات العسكرية، وكان الصحفيون المقيمين في الفندق على مسافة مباشرة من مكان الخطر، لذلك تم نقلهم بمرافقة القوات الفرنسية إلى مطار غاو، ولم تفد هيئة الأركان عن وقوع جرحى بينهم. وحسب معطيات الجيش المالي، تم القضاء خلال الاشتباكات على عدد كبير من المسلحين، وكانت ”حركة التوحيد والجهاد” قد أعلنت مسؤوليتها عن الانفجار، وأيضا عن اعتداء إرهابي انتحاري على موقع للجيش المالي في غاو والذي أدى إلى جرح جندي واحد. يذكر بأن الأوضاع في مالي بدأت تتأزم في نهاية العام الماضي بعد أن قام مسلحو المجموعات المتطرفة بالهجوم على مواقع الجيش الحكومي في المنطقة المتوسطة من البلاد.