كانت نقابة عمال المطابع أول نقابة جزائرية تظهر إلى الوجود، وذلك في عام 1880 في مدينة قسنطينة، وبظهورها باشرت السلطات الاستعمارية إلى إصدار قانون سنة 1884م، يمنع الجزائريين من حق التنظيم النقابي، وفي خلال أربع سنوات استطاعت هذه النقابة أن تمد نشاطها، حيث كان أول إضراب لها عام 1884 استمر أكثر من خمسة عشر يوما، وقد كانت هذه النقابة الدافع القوي والمحرك الأول لنشوء النقابات، إذ في سنة 1886 تشكلت نقابة الطباخين، وفي 1889 تأسست نقابة الحلاقين، ثم نقابة النجارين في عام 1891م إلى أن تأسست نقابة الخبازين في 1892. كانت لهذه النقابات فروعا فرنسية، وقد عمل الاستعمار على إدماج الجزائريين في هذه النقابات لا من أجل تنظيمهم نقابيا، بل من أجل كسر الإضرابات التي تنظمها النقابات الجزائرية في الجزائر خاصة في السنوات ما بين 1906 و1907. كان نجم شمال إفريقيا من أول الأحزاب التي تأسست في سنة 1926، وقد ضم هذا النجم العمال الجزائريين المهاجرين، ثم ظهرت حركة الانتصار والحريات الديمقراطية في عام 1947م، حيث بادرت هذه الحركة إلى تكوين لجنة عمالية تحت رئاسة ”عيسات إيدير”، وذلك من أجل تكوين نقابة وطنية حرة، غير أنها عرفت الكثير من العراقيل خاصة بعد تشكيل مركزية نقابية خاصة بالعمال الجزائريين نابعة من السياسة الفرنسية، وذلك في سنة 1954 وقد عرفت هذه المركزية تحت اسم ”الاتحاد العام للنقابات الجزائرية” المنعقدة في 24/ 27 جوان 1954م، شارك فيها أكثر من 236 نقابي جزائري. بعد اندلاع الثورة التحريرية بسنتين أسّس مجموعة من النقابيين منظمة نقابية جزائرية هي ”الاتحاد العام للعمال الجزائريين” ترأسها عيسات إيدير، وذلك في 24 فيفري 1956 بمبادرة من ”جبهة التحرير الوطني”، وهو يعتبر حلقة متصلة بين الحركة الوطنية والحركة النقابية وأصبح له تشكيلات وفروع، كان الاتحاد يضم آنذاك أكثر من 11 ألف منخرط، وقد تعرض الأمين العام عيسات إيدير إلى الملاحقة من قبل قوات الاحتلال الفرنسي، إلى غاية اعتقاله في ماي 1956، لينقل بين السجون إلى أن توفي تحت التعذيب في 26 جويلية 1959.