بعد فشل تحقيق إجماع الاتحاد الأوروبي حول قرار تسليح المعارضة السورية الذي اتخذته كل من باريس ولندن، شرعت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون رفقة المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي في البحث عن حلول مؤيدة أو بديلة لدى الدول العربية، في أولى محطاتهما بمصر، لقاء ممثلين عن حكومة البلد والجامعة العربية إلى جانب أعضاء من المعارضة السورية. كانت أشتون قد دعت قبل أن تحط بمصر إلى ضرورة توخي الحذر بشأن مسعى فرنسا وبريطانيا لرفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، في خطوة تهدف لمساعدة مقاتلي المعارضة، مشككة في احتمال استعمال الإمدادات المقررة من قبل عناصر متطرفة، الأمر الذي يهدد السلام في المنطقة ويعرقل مساعي المفاوضات بين النظام والمعارضة في التوصل إلى تسوية سياسية مرتقبة. كما طالبت أشتون الاتحاد الأوروبي بالتشاور مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب لبحث تأثير رفع الحظر على جهودهما الرامية لجمع الطرفين المتنازعين في سوريا على طاولة الحوار وتفادي إراقة المزيد من دماء الأبرياء. من جهتها ورغم رفض حكومات دول الاتحاد الأوروبي جهود فرنسا وبريطانيا إلا أنها طلبت من وزراء خارجيتها إعادة بحث خطوة التسليح مجددا الأسبوع الجاري، في مقدمتها ألمانيا التي قادت الجبهة المعارضة للخطوة الفرنسية البريطانية التي من شأنها تشجيع حليفا روسيا التقليديين روسيا وإيران على زيادة إمداداتهما للنظام بالأسلحة. كما استبعد دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي أن تتمكن فرنسا وبريطانيا من إقناع شركائهما في الاتحاد بتأييد رفع الحظر على اعتبار أن القرار يتطلب الإجماع، غير أنه يمكن التوصل إلى حل وسط يسمح بزيادة المساعدات للمعارضة قبل انتهاء فترة سريان العقوبات الحالية شهر جوان المقبل. وردت الخارجية السورية على قرار لندن وباريس بوصفه الخطوة انتهاكا صارخا للقانون الدولي، فيما اعتبرته المعارضة السورية خطوة إيجابية تتجه في الاتجاه السليم. من جهة أخرى قررت روسيا تأمين السواحل السورية عن طريق المناورات البحرية في المتوسط والمحيطين الهادي والهندي. وقال الأميرال فيكتور تشيركوف القائد العام للقوات البحرية الروسية، إنه إذا اقتضت الضرورة سوف نقترح على قيادة البلد تكوين تشكيلات للسفن الحربية ترابط باستمرار في المحيطين الهندي والهادي على غرار التشكيلة المقررة للبحر الأبيض المتوسط، لضمان حماية السواحل السورية، وأضاف تشيركوف في تصريح أدلى به لقناة ”النجم” الروسية أمس نقترح على وزارة الدفاع، الحكومة ورئيس الدولة تكوين تشكيلات تنفيذية ترابط هناك باستمرار، كاشفا أن التشكيلة المنتظر أن ترابط في البحر الأبيض المتوسط تضم من 5 إلى 6 سفن حربية وإن قيادتها ستناط بأسطول البحر الأسود. يحدث ذلك في الوقت الذي تزداد فيه حملة الانشقاقات عن النظام بانشقاق اللواء محمد نور عز الدين خلوف رئيس هيئة الإمداد والتموين بالجيش السوري، الذي صرح لقناة العربية أن خطط للأمر منذ فترة، إلى ذلك أفادت مصادر إعلامية عن انشقاق القنصل السوري في كوبا هيثم حميدان. ميدانيا أعلن مقاتلو المعارضة السورية أمس استيلاءهم على مستودعات ذخيرة في محافظة حلب، وتحدثت شبكة شام عن قصف عنيف بقذائف الهاون على بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى في قصف على مخيم السبينة بريف دمشق.