قال ابن عرفة:”الحسد أن يتمنى زوال نعمة أخيه وكونها له دونه”، والغبط:”أن يتمنى مثلها له من غير زوالها عنه”، وقيل الحسد تمني زوال النعمة، وربما يكون مع ذلك سعي في إزالتها. وقال ابن الأعرابي الحسد مأخوذ من الحَسْد وهو القراد، والمعنى يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد، وتمتص الدم، والحسد مذموم والغبط محمود. وقد جاء في الحديث: “المنافق يحسد والمؤمن يغبط”، فأما قوله عليه الصلاة والسلام:” لا حسد إلا في اثنتين” فمجاز والمعنى لا حسد يضر، قاله ابن الأنباري، وقولهم لا أعدم الله لك حاسدا كناية له بالنعمة إذ لا يحسد إلا ذو النعمة. فالحسد آفة اجتماعية خطيرة ورذيلة قبيحة، يرمي المتصف بها إلى الاستحواذ على ما لدى الغير من نعم وفضائل، متمنيا وطامعا في أن لا يبقى شيء منها بحوزة من حسده وأبغضه.