ضبط حزب جبهة القوى الاشتراكية أخيرا تاريخ عقد مؤتمره الخامس، الذي يعد استثنائيا في تاريخ الحزب باعتباره سيضع خليفة جديدا لرئاسة الحزب لأول مرة منذ تأسيسه سنة 1963، وهو الخليفة الذي ستكون له سلطات أقل من تلك التي يتمتع بها حسين آيت أحمد، باعتبار أن تغييرات جوهرية تتصل بالصلاحيات التنفيذية ستمس الهيئات التي ستتمخض عن المؤتمر بشكل يضمن تسيير الأفافاس بطريقة تشاركية إلى حد ما. ويعكس تاريخ عقد المؤتمر المقرر يوم 23 ماي لمدة ثلاثة أيام، تقدم الأشغال بشأن الملفات والورشات التي ستفتح بعد انطلاق المؤتمر الخامس مباشرة، والتي أهمها على الإطلاق ورشة تعديل القانون الأساسي للحزب، الذي سيحدد المعالم الرئيسية لطريقة التسيير المستقبلية للأفافاس والعلاقة بين جميع الهيئات التي يتكون منها الحزب، والأمانات التي ستوسع أو ستقلص وتدمج حسب الأولويات والنظرة التي يراها أعضاء هذه الورشة المهمة. كما تسعى لجنة تعديل القانون الأساسي للحزب، حسب مصادرنا إلى إمكانية وضع آليات وصيغ في طريقة عزل رئيس الحزب، وصيغ أخرى حول مساءلته، وطرق أخرى لمشاركة الهيئة التي تأتي بعد الرئاسة في تسير الحزب، غير أن هذه المعالم ستتضح أكثر وبوضوح مع عقد المؤتمر الخامس والتصويت النهائي من طرف المؤتمرين على تلك التعديلات. ولا يستبعد أن يقوم الأفافاس، بالاستلهام من النماذج الحزبية الغربية، الأكثر ديمقراطية في التسيير، مثلما هو الأمر مثلا للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي لديه آليات مرنة في التسيير، وبعيدا عن الانفراد بالسلطة للرئيس. وحتى الآن لا يوجد مرشحون بارزون لخلافة الدا الحسين، ضمن الجيل الجديد، غير أن بعض رفاق آيت أحمد متحمسون للخلافة، وحتى بعض الأمناء السابقين الذين تداولوا على رئاسة الأفافاس، لم يعلنوا حتى الآن عن نيتهم الترشح لمنصب الرئاسة. والمؤكد أن جبهة القوى الاشتراكية يتجه نحو التشبيب والعصرنة، أكثر من خلال تولي شباب لمناصب بالأمانة وأيضا بالكتلة البرلمانية للحزب، وهي الملامح التي ستكون واضحة في المؤتمر القادم للحزب.