الأفافاس قبل بمقاعد لا يستحقها في البرج والبويرة وهو الوحيد الذي لم يندد بالتزوير أفاد السكرتير الأول السابق لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، بأن القيادة الحالية للحزب تعمل على تصفية كل القيادات المعارضة لتوجهاتها السياسية المهادنة للنظام، وتستعجل وفاة زعيم الحزب حسين آيت أحمد للاستيلاء على الإرث السياسي للحزب وإدخاله إلى حضن السلطة. وقال كريم طابو إن قيادة الحزب وعلى رأسها السكرتير الأول علي العسكري، تتجه إلى قطع رؤوس كل المعارضين لتورطها مع النظام والمخابرات، قبل عقد المؤتمر الخامس للحزب المقرر نهاية السنة الجارية''. وقال طابو، في تصريح ل'' الخبر''، إن ''هذا المؤتمر سيكون مؤتمر تطبيع مع السلطة، وإعلان نهاية الأفافاس التاريخي المعارض للنظام''. ورد طابو على القرار الذي أصدرته أول أمس قيادة الحزب في حقه والقاضي بتجميد عضويته وإحالته على لجنة الانضباط، وقال إن هذا القرار يثبت أن قيادة الحزب تقوم بترهيب الإطارات عبر استغلال رسالة آيت أحمد الأخيرة وتسعى لإعطاء إشارة لدوائر في السلطة أنها تتحكم في زمام الأمور في الحزب، وأن لديها القدرة على قمع المعارضين للتفاوض مع السلطة، مشيرا إلى أن ''قرارات الإقصاء بعيدة عن جوهر الأزمة السياسية الحقيقية التي تعصف بالحزب، لأن القيادة تريد تحويل الأزمة إلى قضايا فردية، وتختبئ وراء قضايا ثانوية ومسائل إدارية''. وأوضح طابو، الذي انتخب نائبا في البرلمان، أن قيادة الأفافاس دخلت في مشاورات سياسية مع السلطة والمخابرات، وقبلت بتزوير الانتخابات، ووافقت على أخذ مقاعد في البرلمان ليست من حق الحزب في البرج والبويرة. واستغرب طابو أن ''يندد الجميع بتزوير الانتخابات إلا الأفافاس الذي أثنى عليها وشكر المجلس الدستوري''. وأكد السكرتير السابق للأفافاس أن ''القاعدة ترفض التورط مع النظام والمخابرات، وأزمة الحزب مفتوحة وكل الكوادر والمناضلين سحبوا الثقة من الأمانة الوطنية، ونحن نتشاور على مستوى القواعد، لأن الهيئات الوطنية مغلقة''، مشيرا إلى أن ''الأمانة الوطنية رفضت عقد المجلس الوطني، كما رفضت دعوة أعضاء المجلس لعقد ندوة وطنية''. وأفاد طابو أن ''القيادة الحالية للأفافاس شرعت في توزيع الوعود والرشوة السياسية لشراء ذمم المناضلين، عبر إغرائهم بترشيحهم في الانتخابات المقبلة''. وفسر طابو موقف رئيس الحزب، حسين آيت أحمد، قائلا: ''آيت أحمد أعطى الصلاحية لأشخاص معينين لتسيير الحزب، وللأسف فإن علي العسكري ليس له أي ثقل ولا كفاءة سياسية، وهو واجهة فقط لمجموعة خادمة لمصالحها الشخصية الضيقة، وتريد جعل الأفافاس مطية لامتيازات شخصية وإخضاعه لصالح السلطة، وهؤلاء يريدون أن يموت آيت أحمد غدا حتى يستولوا على الحزب بالكامل ويدخلوه في أحضان السلطة جملة وتفصيلا''. وقال: ''لهجة الأفافاس أصبحت مثل لهجة جبهة التحرير، ولهجة العسكري أصبحت مثل لهجة بلخادم، وهذا هو محتوى الأزمة التي يعيشها الحزب''.