استفادت الولاية جيجل، خلال السنة الماضية، 2012 من اعتماد مالي وصل إلى 13 مليار دج، تم استغلاله في تمويل مشاريع تنموية مختلفة شملت قطاعات التربية والتعليم العالي والأشغال العمومية والثقافة والرياضة. كشف مصدر من المجلس الشعبي الولائي ل”الفجر”، تخصيص 100 مليار سنتيم لدعم بر امج التنمية الريفية قصد ترقية الحياة العامة لسكان البوادي والأرياف. وأضاف مصدرنا أن جيجل تتصدر ولايات الوطن التي شهدت ظاهرة النزوح الريفي ليس فقط بسبب تدهور الأوضاع الإجتماعية، وإنما بسبب مخلفات الأزمة الأمنية في العشرية السوداء، أين ترك أهالي القرى والمشاتي أملاكهم ومنازلهم وهاجروا إلى المراكز الحضرية والمدن سواء داخل الولاية أوخارجها، وقد وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم والتكيف مع أوضاعهم الجديدة، ناهيك عن تأثيراتهم السلبية على المدن التي عرفت اكتظاظا رهيبا. وقد ثمن والي الولاية، في العديد من الزيارات التفقدية التي قام بها لعديد البلديات، عودة عدد كبير من العائلات المهاجرة إلى بيوتها ودواويرها في السنين الأخيرة في مختلف بلديات الولاية، من غبالة شرقا إلى زيامة منصورية غربا، الأمر الذي شجع السلطات الولائية على وضع استراتيجية تنموية لفائدة سكان المناطق الجبلية، تهدف إلى مساعدتهم وتقديم لهم كل أنواع الدعم، سواء من حيث السكن الريفي أو مدهم بقروض ميسرة لدعم برامجهم الفلاحية. وذكر المصدر ذاته أن حوالي 100 مليار سنتيم وجهت لتمويل أنشطة المواطنين ذات الصلة بتربية الأبقار والأغنام والماعز والدجاج والنحل وبعض الأنشطة الزراعية، بالموازاة مع مواصلة تطبيق برنامج الإسكان، وهذا بمنح أعداد إضافية من السكن الريفي لهم بغية تثبيتهم وضمان استقرارهم. كما ظفرت ذات الولاية بأغلفة مالية هامة في إطار المخطط الخماسي، رصدت لإنجاز برامج تنموية يجري إنجازها حاليا في عديد القطاعات، وفي مقدمتها قطاع الأشغال العمومية الذي شهد استفاقة حقيقية بالولاية بفعل الإنجازات المحققة ذات الصلة بالطرقات والجسور الأنفاق، حيث أنتهت الأشغال من تشييد الطريق المزدوج الرابط بين مدينتي جيجل والميلية ولم يتبق إلا إنجاز بعض الجسور بذات الطريق، إذ انهت الأشغال بعضها وتم فتح بعضها. كما يتوقع أن يفتح النفقان المشيدان على الحدود بين ولايتي جيجل وبجاية قبل نهاية السنة الجارية. المشروعان سيسمحان بتنشيط حركة المرور بين الولايتين، على اعتبار أنها شهدت صعوبات كبيرة في السنوات الأخيرة بعد تحويل المسار إلى مناطق جبلية، ناهيك عن دعم ميناء جن جن بأرصفة جديدة وحواجز مضادة للأمواج، الأمر الذي أدى إلى رفع من طاقة الميناء بتأمين السفن واستقبال كم هائل من البضائع والسلع، في انتظار تشييد الطريق رقم 77 الذي سيربط الولاية بسطيف، المشروع هذا ينتظر منه الكثير لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية باعتباره سيفك العزلة عن الولاية من الناحية الجنوبية إلى جانب المشروع الحلم الذي ينتظر تجسيده والمتمثل في طريق الكورنيش الذي سيمتد على السواحل الممتدة بين ولايتي جيجل وسكيكدة، إذ يعد طريقا استراتيجيا بالنظر للأهداف التي سيحققها من بعث للقطاع السياحي والقضاء على عزلة القرى والمشاتي المنتمية للإقليمين ودعم التنمية بها.