كان، مساء أول أمس السبت، مقر محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بأم البواقي، مسرحا لفوضى عارمة وغير مسبوقة، وذلك على إثر تبادل الإخوة الأعداء في هذا الحزب الرشق بالحجارة والدخول في مناوشات كلامية سرعان ما تحولت إلى مشادات جسدية عنيفة، استعمل فيها جميع الأسلحة غير المشروعة، حيث تم طرد المحافظ الولائي وعضو مجلس الأمة السابق رشيد عساس من مكتبه شر طردة، كما أقدم مناضلو الأفالان المعارضين والغاضبين على تشميع المقر وتكوين خلية أزمة لتسيير شؤون المحافظة مؤقتًا إلى حين انتخاب أو تعيين محافظ جديد. قام أزيد من 800 مناضل في حزب جبهة التحرير الوطني بأم البواقي، بحركة احتجاجية، حيث تجمهر المعارضون لسياسة المحافظ الولائي يقودهم عضو مجلس الأمة الحالي بزاز عزيز، أعضاء من البرلمان، أميار، منتخبين محليين وولائيين من ضمنهم رئيس المجلس الشعبي الولائي عبد السلام رماش، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التقويمية ومناضلون من 29 قسمة. وقد كانت بداية هذه الحركة الاحتجاجية سلمية لكن سرعان ما تطورت الأوضاع عندما حاول المتجمهرون أمام مقر المحافظة بوسط مدينة أم البواقي، اقتحامها والدخول إليها بالقوة ليتم سد الباب أمامهم وتعرضوا للرشق من داخل مقر المحافظة بالحجارة وبأغصان الأشجار، ما تسبب في إصابة حوالي 12 شخصا بجروح نتيجة تدافعهم وهرولتهم هروبا من الحجارة المتأتية من داخل مقر المحافظة. مناضلو الأفالان المحتجون طالبوا بدخول مقر المحافظة من أجل تلاوة بيان يطالب برحيل المحافظ الولائي للحزب بأم البواقي مرددين عبارات: ”إرحل” و”المناضلون يطالبون بإسقاط المحافظ” باللغتين العربية والفرنسية. ورغم محاولات بعض الخيرين تهدئة الأوضاع والحلول دون تأزمها خاصة من طرف نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي وأحد محافظي الشرطة، لكن تعنت المحافظ والمناضلين المعارضين له أطال حالة الترقب والانتظار، ومع مرور الوقت و بعد أن صمد لأزيد من 4 ساعات وأمام تمسك المحتجين بمطلب مغادرة المحافظ الولائي قرر هذا الأخير مغادرة مكتبه ومقر المحافظة ككل، وتم الاتفاق على تشكيل خلية أزمة لتسيير الوضع حاليا وتشميع المقر إلى حين. هذا وقد سارعت مصالح الأمن إلى تطويق مقر المحافظة، وأقدمت على توقيف أزيد من 15 شخصا على إثر قيامهم بالتقاط صور للفوضى الحاصلة بواسطة هواتفهم النقالة، ليتضح فيما بعد أن من بين الموقوفين عدد من الصحفيين والمراسلين الصحفيين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية من بينهم مراسل جريدة ”الفجر”. كما منعت مصالح الأمن ممثلي وسائل الإعلام من حضور الجلسة الختامية للمفاوضات بين المؤيدين والمعارضين للمحافظ الولائي، وقد تم تلاوة البيان الذي لخص الأسباب التي تم بموجبها رفض سياسة المحافظ والمطالبة برحيله جراء سلوكات وتصرفات أمين المحافظة والتي باتت واضحة للعيان ولم يعد السكوت عنها مقبولا. وتجلت مظاهرها في تفشي الفساد والتسلط والابتعاد عن النهج الحقيقي لرسالة الحزب النوفمبرية فأضحى بذلك الولاء للأشخاص والاحتكام للأهواء الشخصية بدل الاحتكام للمبادئ. هذا ويعتبر المحافظ الولائي المغضوب عليه من المحسوبين على الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم.