جرحى واحتجاجات بين فرقاء الآفلان في وقفة للمطالبة برحيل المحافظ بأم البواقي * القوة العمومية حاصرت مبنى المحافظة وتوسطت بين الطرفين شهد أمس محيط مقر محافظة الآفلان بأم البواقي فوضى عارمة بعد دخول فرقاء الحزب العتيد في مواجهات بالحجارة، انتهت بطرد المحافظ الولائي وعضو مجلس الأمة السابق رشيد عساس من مكتبه مع تشميع المناضلين المعارضين للمقر وتشكيلهم خلية الأزمة لتسيّر المحافظة طيلة الفترة القادمة. الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها أزيد من 800 مناضل في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني كانت سلمية في البداية بتجمهر عشرات المناضلين المعارضين لسياسة المحافظ الولائي وعلى رأسهم عضو مجلس الأمة بزاز عزيز وأعضاء من البرلمان وأميار وأعضاء بالمجلس الشعبي الولائي يتقدمهم رئيس المجلس الشعبي الولائي نفسه وكذا أعضاء اللجنة التقويمية ومناضلون من 29 قسمة. لتتطور الأمور بعد مطالبة المتجمهرين بدخول المحافظة أين أغلق الباب أمامهم وتعرضوا للرشق من داخل مبنى المحافظة بالحجارة وبأغصان الأشجار، ما تسبب في سقوط الشاب المسمى (ع غ) البالغ من العمر 33 سنة مصابا بجروح على مستوى الرأس، في وقت أصيب آخرون بجروح متفاوتة نتيجة تدافعهم هروبا من الحجارة المتساقطة من خلف أسوار المحافظة. المحتجون الذين تمسكوا بمطلب دخول المحافظة لتلاوة بيان يطالب برحيل المحافظ رددوا عبارات مختلفة على غرار «إرحل» و»ديغاج» إلى جانب رفع لافتة كتبت عليها عبارة «مناضلون مهمشون يطالبون برحيل المحافظ»، في الوقت الذي لعب فيه نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي ومحافظ شرطة دور الوساطة بين المحتجين والمحافظ الذي رفض مواجهة المتجمهرين، لتتواصل المفاوضات ساعات طويلة وأمام تمسك المحتجين بمطلب مغادرة المحافظ الولائي قرر بعد أربع ساعات من بداية الوقفة التي كانت صباحا مغادرة مكتبه والمحافظة ككل، وقبلها كان ممثلون عن المحتجين يتقدمهم عضو المجلس الشعبي الوطني حاليا طورش توفيق والأمين البلدي لمكتب أم البواقي قد دخلوا في مفاوضات عسيرة مع المحافظ غير المرغوب فيه انتهت باتفاق الطرفين على رحيل المحافظ مع تشكيل خلية الأزمة لتسيير الوضع حاليا وتشميع المقر، مصالح الشرطة التي طوّقت مقر المحافظة أوقفت عديد المواطنين احتياطيا بعد قيامهم بتصوير الفوضى الحاصلة بهواتفهم النقالة ومنعت ذات المصالح رجال الإعلام من حضور الجلسة الختامية للمفاوضات بين المؤيدين والمعارضين للمحافظ، لتختتم الوقفة الاحتجاجية بتلاوة البيان الذي لخص الأسباب التي تم بموجبها رفض سياسة المحافظ والمطالبة برحيله، وجاء في البيان الذي تحوز النصر نسخة أن الوقفة الاحتجاجية سلمية نابعة من ارتباط المناضلين المتجذر بحزب جبهة التحرير الوطني، بعدما حز في نفوسهم ما آل إليه وضع الحزب جراء سلوكات وتصرفات أمين المحافظة والتي باتت حسبهم واضحة للعيان ولم يعد السكوت عنها مقبولا وتجلت مظاهرها في تفشي الفساد والتسلط والابتعاد عن النهج الحقيقي لرسالة الحزب النوفمبرية فأضحى بذلك الولاء للأشخاص والاحتكام للأهواء الشخصية بدل الاحتكام للمبادئ، وهو الأمر الذي ألصق بالحزب –يضيف محررو البيان- تهما جراء وقائع مخزية تم تكريسها ولم تعد خفية على أحد وفي مقدمتها انتهاج أساليب مقيتة من محاباة وأنانية مفرطة وبث الشقاق والفتنة بين المناضلين وتشتيتهم إضافة إلى إفراغ الحزب من محتواه السياسي والفكري والعقائدي وجعله منطويا على نفسه في دائرة مغلقة وإبعاده عن الساحة السياسية والاهتمام بالمصالح الخاصة، البيان الذي تمت تلاوته عقب تشميع مقر المحافظة أشار إلى أن السبب وراء المطالبة برحيل المحافظ كذلك هو إقصاء لإطارات ومناضلي الحزب وذلك بواسطة استشارة أناس غرباء عن الحزب وعدم عقد جمعية عامة للمحافظة لتقييم نتائج الاستحقاقات وتقديم التقرير المالي مع تقديم توضيحات حول الوجهة التي تم صرف المبالغ المالية المجمعة من المناضلين والمترشحين والمحبين، وأكد البيان بأن من بين أهم الأسباب ذلك المتعلق بالتحريض ضد هيئات منتخبة بالإيعاز لأعضائها بالتمرد وعدم الانصياع للواجب المنوط بهم، وكذا بسبب التصرفات الفردية بعقد تجمع جهوي لأمناء المحافظات وأعضاء اللجنة المركزية لنصرة جهة على أخرى بدلا من الدعوة للم الشمل ورص صفوف الحزب، محررو البيان ختموا بيانهم بأن جميع المناضلين المجتمعون يوم أمس يعلنون سحبهم لثقتهم الكاملة من أمين المحافظة مع تقديم طلب لأعضاء مكتب المحافظة وأمناء القسمات بتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الحزب إلى غاية انتخاب أمين عام للحزب من طرف أعضاء اللجنة المركزية. أحمد ذيب