التكفل بطفل يتطلب “معريفة" أيضا يشكو الأزواج الذين لم يُرزقوا بأولاد من تعقد الإجراءات الإدارية الخاصة بالكفالة، والتي تسمح لهم برعاية طفل مسعف أويتيم، حيث يشتكي العديد من الأزواج الذين يعانون العقم من تعقيد الإجراءات الإدارية التي تسمح لهم بتحقيق حلم الأمومة والأبوة، رغم أن الأرقام المقدمة لعدد الأطفال اليتامى والمسعفين في البلاد تشجع على كفالة الأطفال بالشكل الذي يحقق للطفل الدفء الأسري والنمو الطبيعي. تقول كريمة إنها تريد منذ أكثر من ثلاث سنوات التكفل بطفلة بعد أن يئست من الإنجاب، لأن الأطباء أخبروها أن نسبة الشفاء من العقم بالنسبة لزوجها قليلة جدا، لذا فهي لا تريد تضييع المزيد من الوقت لأنها تحب كثيرا الأطفال و”تتعذب“ كلما رأت أما تداعب طفلها. لذا فهي تنتظر الرد والمصادقة على ملفها من طرف مديرية الشؤون الاجتماعية من أجل تحقيق حلمها.. كريمة لا تعرف لماذا هذه الإجراءات الإدارية معقدة ما دامت تملك كل الظروف التي تمكنها من ذلك؟ وقد فضلت كريمة كفالة طفلة وليس طفلا لان”الطفلة حنينة وبإمكاني لاحقا الاعتماد عليها في حياتي”، كما تقول. غنية وزوجها أيضا يريدون لنفس الأسباب التكفل بطفلة لأن الولد لا يمكنهم لاحقا التحكم في تصرفاته، وبحكم النشأة الاجتماعية سيتمرد على العائلة، خاصة عندما يعلم لاحقا بقصته، لكن الإجراءات الإدارية عطلت هذا الحلم. نعيمة، التي تفكر في التكفل بولد أو بنت، أخبرتنا أن بعض الذين تعرفهم ويشتغلون في أحد مستشفيات العاصمة وعدوها بتدبر الأمر.. لأن التكفل بطفل يتطلب “معريفة”. بعض الذين تحدثنا إليهم في هذا الشأن يرجعون تعقد الإجراءات الإدارية في موضوع كفالة الأطفال إلى تسجيل تجاوزات في هذا الاتجاه، حيث تم العثور على أطفال يباعون لاستخدامهم في التسول أوشبكات الدعارة وتشغيلهم قبل السن القانونية، وحتى تهريبهم إلى الخارج، حيث سبق أن عالجت المحكمة في الأشهر الماضية قضية تهريب أطفال رضّع إلى الخارج بتواطؤ من قبل أطباء ومحامين وحتى موثقين.