ملفات لا تزال معلقة منذ 2008 خاصة طالبي كفالة البنات كانت هذه اعترافات سيدة مازالت تنتظر إلى اليوم صغيرا لتربيته،رغم إتمامها لكل الإجراءات الإدارية. أما سيدة أخرى فتقول ''كنت أظن أنه يكفي أن يتفق زوجان حرما من نعمة الإنجاب على كفالة طفل مسعف لتفتح لهم الأبواب وتسهّل لهم المهمة، خاصة وأننا نقرأ ونسمع يوميا عن العثور على أطفال مسعفين مرميين بالشوارع، لكن ما قابلته من عراقيل عند رغبتي في التكفل بيتيم، غيّر موازين الأمور عندي''. هاتان المرأتان هما من بين كثيرات قابلناهن ونحن نقوم بربورتاج عن كفالة الجزائريين لأطفال مسعفين. رحلة البحث عن يتيم تبدأ رحلة البحث عن يتيم بعد يأس الزوجين من الإنجاب، وعادة ما تكون الزوجة هي الراغب الرئيسي في الكفالة لتقابلها مشكلة إقناع الزوج ومواجهة العائلة. وعن هذا المشوار الصعب أكدت لنا السيدة ''ز.م'' أنها انتظرت 10 سنوات كاملة بعد الزواج، تبين بعدها ومن خلال التحاليل الطبية التي خضعت لها وزوجها أنه غير قادر على الإنجاب، فحاولت إقناعه بكفالة طفل مسعف، رافضة فكرة أن تمدها أختها بصغير، خاصة وأنها عرضت عليها الفكرة، لأنها كانت ترغب في أن تثاب عن التكفل باليتيم، وكان زوجها رافضا للفكرة التي أقنعته بها بشق الأنفس، لينطلقا في تجسيد الأمنية ظانين أن الأمر سهل، لكن تبين العكس، حيث قابلهم مشوار طويل مليء بالعقبات. وكانت انطلاقتهما من مصلحة الشؤون الاجتماعية؛ أين طلبت منهما المساعدة الاجتماعية تكوين ملف خاص بالكفالة حوى عشرات الأوراق التي تاهت وزوجها وراء بيروقراطية استخراجها، ليتم دفع الملف لدى مديرية النشاط الاجتماعي ويدوّن طلب الكفالة بصفة رسمية، ثم يحول الملف إلى دار الطفولة المسعفة، لتبدأ رحلة أخرى انطلقت من إخضاع السيدة ''ز'' وزوجها لجلسات مع المختصة النفسانية لمعرفة دوافع لجوئهما للكفالة، ومدى اقتناعهما بالفكرة ونضجها عندهما، لتدلي بعدها ذات المختصة برأيها في إعطاء الموافقة للتكفل من عدمه. بعدها تبدأ مرحلة أخرى اسمها ''التحقيق الاجتماعي''، وتتمثل في التعرف على الوسط الاجتماعي الذي سيعيش فيه الطفل المسعف، وزيارة البيت الذي يستقبله. وإن توفرت كل تلك الشروط تعطى الموافقة للعائلة، وتضاف إلى قائمة انتظار طويلة للعائلات الراغبة في كفالة صغير مسعف. كل هذه المراحل -تقول محدثتنا- ''مررت عليها وكأنني أتلوى على نار، وكان عليّ أن أتحلى بالصبر وأتودد لزوجي راجية صبره هو الآخر، لأنني كنت خائفة من تراجعه عن الفكرة بين الفينة والأخرى، خاصة وأن المدة طالت''. شبكات للتصرف في الأطفال المسعفين شهادة السيدة ''ز.م'' شبيهة إلى حد كبير بعديد الشهادات التي رصدناها لدى نسوة رغبن في كفالة طفل مسعف، لكن مازلن ينتظرن استدعاء لاصطحاب الصغير المنتظر. والتساؤل المطروح يتمثل في سبب المماطلة في الرد على طلبات هذه العائلات، رغم وجود أكثر من 300 طلب مسجل خلال العام 2009 2010، بل إن هناك ملفات لا تزال معلقة منذ 2008 خاصة طالبي كفالة البنات. فما السبب وراء هذا التماطل؟ هل هي بيروقراطية الطفولة المسعفة أم أن هناك اعتبارات أخرى؟ يحدث كل هذا في الوقت الذي أكدت لنا مصادرنا أن الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج تحظى بتسهيلات في التكفل بالأطفال المسعفين على حساب العائلات المقيمة داخل الوطن. وقد حاولنا الاتصال بالمكلف بالإعلام لدى وزارة التضامن لإفادتنا بمعلومات عن الملف، لكن كان الرد بأنه مشغول بتحضير ملتقى، في الوقت الذي أكدت لنا مصادر مطلعة على ملف كفالة الأطفال المسعفين، أنه رغم ارتفاع أعداد الأطفال غير الشرعيين على مستوى المستشفيات، فإنه لا يتم استقبالهم بمراكز الطفولة المسعفة، فقليلون هم الذين يصلون إلى تلك المراكز لأن هناك شبكات تعمل على استرجاعهم، فالأم لم تعد تتخلى عن طفلها غير الشرعي وتفضل أن تسلمه لمربية نظير مقابل مادي شهري على أن تسترده متى ما أرادت، خلافا لمدة 03 أشهر ويوم واحد المحددة من قبل القانون التي يمكن خلالها للأم أن تسترد مولودها. كما أضافت مصادرنا أن هناك من تلجأ لبيع صغيرها بعد ولادته نظير مبلغ مالي معتبر، وأن هناك شبكات مختصة في ذلك.