نوه عدد من الفاعلين في قطاع الفن السابع من ممثلين ومخرجين وتقنيين، أنّ السينما الجزائرية عرفت تراجعا كبيراً في الآونة الأخيرة، مقارنة بنظيرتها المغاربية والعربية الأخرى. وأكد هؤلاء أن السبب وراء هذا التراجع هو نقص وغياب فضاءات ملائمة تعمل على ترقية السينما الجزائرية، كما كان في فترة السبعينيات والثمانينيات. أبدى عدد من الممثلين المدعوين للمشاركة في فعاليات”بانوراما السينما الثورية”، المنظم بدار الثقافة علي زعموم بالبويرة، نهاية الأسبوع الفارط، أسفهم على الوضع الحرج الذي آلت إليه السينما الجزائرية بسبب نقص الفضاءات الملائمة وكذا الوسائل المادية والمالية لترقية هذا الفن. وأوضح الممثل حسان بن زراري، أن هذا الوضع يعود لسنوات التسعينيات عقب حل المؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري المكلفة آنذاك بالأعمال السينمائية. من جهته اعتبر محمد عجايمي أن حل المركز الجزائري للفن والصناعة السينمائية المعروف ب”كاييك”، كان وراء الفوضى التي عمت قطاع السينما الذي أضحى في وضع غير جيد منذ ذلك الحين، وهو ما أدخل قطاع السينما الجزائرية في سلسلة من المشاكل. من جهة أخرى يرى حسان بن زراري، وهو الممثل الرئيسي في فليم “دورية نحو الشرق” للمخرج عمار لعسكري، أن السينما الجزائرية مهددة بالزوال في حال عدم تسجيل تدخل عاجل من طرف الدولة ووزارة الثقافة، حيث فسر رؤيته التشاؤمية هذه بكون الدولة كانت المنتج الوحيد في الحقل السينمائي سابقا، وهو الوضع الذي سمح بإنتاج أعمال سينمائية ذات جودة ومردودية عاليتين، كما نوه إلى غياب إرادة سياسية واضحة في المجال كفيلة بإعطاء دفع نوعي للسينما الجزائرية. من جهته شدد بن زراري في هذا الشأن على ضرورة تكفل الدولة بترقية القطاع، مؤكدا ضرورة تولي وزارة الثقافة لتسيير قاعات السينما عبر البلاد عوض البلديات، ومتأسفا في ذات الآن على غلق العديد من قاعات السينما التي تحولت إلى قاعات للحفلات أو لبيع المأكولات السريعة. ونوه المختصون إلى أنّ 17 قاعة سينما فقط ناشطة راهنا مقابل 450 قاعة في الماضي. يذكر أنّ فعاليات هذا الملتقى، الذي يسلط الضوء على الفن السابع، سيختتم فعالياته هذا الأحد.