دق عدد من الصيادلة ناقوس الخطر بسبب الانتشار الرهيب والمذهل للأقراص المهلوسة بين أوساط الشبان، حيث هددت مجموعة من الصيادلة بعدم بيعها للمرضى المدمنين بسبب المتاعب والمضايقات وما ينجر عنها من مشاكل ومخاطر، أضف إلى ذلك المتابعات القضائية. جاء ذلك خلال اليوم الدراسي والتحسيسي المنظم من طرف الصيادلة بولاية معسكر، بحضور مصالح الشرطة القضائية وإطارات هذا السلك، حيث اشتكى هؤلاء من الضغوطات والتهديدات الممارسة من طرف المدمنين المتهورين. وقد ناقش الحضور سبل وآليات الحد من انتشار وتفشي هذه السموم وسط المجتمع الجزائري، وكيفية حماية الشباب من الإدمان على هذه الأقراص، وكيفية حماية الصيادلة من الاعتداءات المتكررة ، وتبادل المعلومات مع مصالح الشرطة القضائية بمعسكر. وتطرق هؤلاء الصيادلة إلى المعاناة اليومية التي يتعرضون لها، وقد أجمع أغلبيتهم حول وضع آليات التشاور وتبادل المعلومات مع مصالح الشرطة ومعاناتهم اليومية من مشكل بيع الأدوية المهلوسة، مطالبين بوضع قائمة تفصل بين الدواء المهلوس والمهدد، فيما فضل البعض الآخر عدم بيعها على رفوف الصيدليات، مخافة أن تسبب لهم مشاكل ومخاطر، خاصة أن البعض منهم متابعون أمام جهات قضائية. في السياق، كشف برزوق شكيب، رئيس الفرع النظامي الجهوي للصيادلة، خلال تدخله أمام الصيادلة وإطارات الأمن الولائي، أن الظاهرة تستدعي دق ناقوس الخطر بسبب الاستهلاك المفرط للأقراص المهلوسة بمختلف أنواعها، كما أصبحت الجزائر محطة عبور وأصبحت من الدول التي تستهلك بكثرة مثل هذه الأقراص، حيث دعا إلى تجنيد كل الجهات وإشراك الأولياء ومصالح الأمن ورؤساء جمعيات الأحياء من أجل حماية أطفالنا من هذه الآفة الخطيرة، ناهيك عن الجرائم اليومية كالقتل والسرقة. وأرجع المتحدث أسباب تفشي ظاهرة الاتجار بهذه السموم إلى عدة عوامل، من بينها غياب التأطير وعدم التكفل الجيد بالشباب، إضافة إلى أزمة السكن ونقص وسائل الترفيه، مشيرا إلى ضرورة تحسيس المجتمع من هذه الآفة الخطيرة، ولابد من حماية الشباب ومحاربتها بشتى الطرق والوسائل، مضيفا أن أغلبية الصيادلة يواجهون ضغوطا يومية من طرف المدمنين الذين يريدون اقتناء المهلوسات . وأشار إلى أنه خلال العشرية السوداء استعملت بشكل رهيب من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة من أجل استعمال بعض المغرر بهم من الشبان في العمليات الانتحارية، كما أوضح أنه على السلطات إيجاد آليات للحيلولة من تفشي هذه الظاهرة وتخليص هذا الحقل من الفوضى التي تنعكس سلبا على الشباب والمجتمع. من جهة أخرى نفى أحد الصيادلة أن يكون هؤلاء متورطون في بيع الحبوب المهلوسة إلى المدمنين، حيث يطالبون منهم إحضار وصفة طبية من أجل تدوينها في سجل خاص، مطالبا بضرورة توفير الحماية الكاملة والأمن والطرق الوقائية حتى لا تمارس على الصيادلة ضغوطات يومية من طرف المدمنين، مؤكدا أن هامش الربح ضئيل جدا بالنظر الى المشاكل التي تجنيها عملية بيعها. أما وليد قويدر، مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، فقد أكد على ضرورة التنسيق بين الصيادلة ومصالح الأمن خاصة عند نقاط المداومة، مؤكدا أن القانون يفرض على الصيادلة الالتزام بالوصفة الطبية، خاصة فيما يتعلق بالأدوية الخطير، وهذا من أجل حماية الصيادلة من المتابعات القضائية ومن المدمنين. من جانب آخر أكد عضو مجلس أخلاقيات الطب للصيادلة، حبيش إبراهيم، على ضرورة المراقبة الدائمة وتأمين وتشديد الخناق على الحدود التي تعتبر ثغرة تتسبب في عبور آلاف الأقراص المهلوسة، وكذا تنظيم ومراقبة عملية استيراد وتوزيع هذه الأدوية والمخابر والصيادلة من أجل تنظيم هذه السوق ووضع حد للمتاجرة والربح السريع على حساب الأبرياء. أما رئيس الأمن الولائي، أخريب محمد، فقد طمأن من جهته الصيادلة أنه أعطى مصالح الشرطة القضائية من أجل تنظيم دوريات يومية بجميع الصيدليات المتواجدة عبر تراب الولاية حتى يتمكنوا من العمل ظروف مريحة وآمنة. ووضع نقاط مراقبة عبر مختلف الصيدليات المناوبة للحد من الاعتداءات والمضايقات التي تتعرض اليها تلك الصيدليات.