يستعد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، لتشكيل حكومة تحالف، عقب فوزه بالانتخابات التشريعية عرفت مشاركة واسعة إلا أنها شهدت ارتفاعا مهولا في أعمال العنف، الأمر الذي يجعل الباكستان في حاجة كبيرة إلى استقرار سياسي سريع، مع أن الوضع ينتظر في البداية تأكيد عودة رئيس الوزراء نواز شريف من طرف اللجنة الانتخابية، والذي أطاح به سنة 1999 انقلاب الجنرال برويز، مع أن نتيجة الانتخابات لصالحه باتت شبه مؤكدة. من جانب آخر اعترف خصمه الرئيسي زعيم حركة الإنصاف بطل الكريكيت السابق، عمران خان، بهزيمته في الانتخابات، عمران خان كان قد لعب على إثارة حماس الشباب والطبقات المتوسطة من خلال وعده بوضع حد للفساد، بهزيمته على مستوى البلاد، كما تعثر حزب الشعب الباكستاني الذي قاد التحالف الحاكم في السنوات الخمس الأخيرة، وخرج بنتيجة ضئيلة كادت أن تخرجه من الخارطة السياسية للبلاد باستثناء معقله وهي ولاية السند الجنوبية. ويعد هذا الاقتراح التاريخي، ولأول مرة في التاريخ السياسي لباكستان بانتقال سلطة الحكم من حكومة مدنية إلى أخرى بعد انقضاء ولاية حكم مدتها خمس سنوات كاملة، علما أن باكستان شهدت العديد من الانقلابات العسكرية منذ نشأتها سنة 1947. وكان قد أودع أكثر من 86 مليون ناخب باكستاني صوته من أجل اختيار نوابهم البالغ عددهم 342 في الجمعية الوطنية، وكذا ممثليهم في المجالس الإقليمية الأربعة، علما انه تم انتخاب 272 بصورة مباشرة في حين يجري تعيين البقية وفقا للائحة النظام النسبي.. لتصل بذلك نسبة المشاركة في الانتخابات إلى 60٪ وهي الأعلى مند سنة 1977، على غرار الانتخابات التشريعية السابقة والتي بلغت فيها نسبة المشاركة إلى 44٪. هذا وقد أعربت الصحف الباكستانية أن هذه الانتخابات شكلت انتصارا للديمقراطية على الرغم من تهديدات طالبان من خلال المخالفات التي سجلت في بعض المكاتب، حيث كتبت صحيفة ذي نيشن ما يلي:” ”الأكيد هو أن باكستان صوتت للتقدم. باكستان التي عانت في السنوات الخميس الأخيرة من المتطرفين والارهابيين، اختارت بدون أن تسمح بترهيبها”. وقالت صحيفة دون ”الفجر” ”على الرغم من كل التزوير والأخطاء، كان يوم السبت يوما سعيدا للديموقراطية في الباكستان”. وللذكر أن عمليات العنف التي صاحبت هذا الإقتراع كانت في كراتشي (جنوب) وبيشاور (شمال غرب) وفي ولاية بلوشستان المضطربة (حنوب غرب) وأسفرت عن سقوط 26 قتيلا ما يرفع الحصيلة إلى أكثر من 150 عدد الذين قتلوا في أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الأشهر الأخيرة. كما أكد نواز شريف فوز حزبه في الانتخابات ”إلى حل مشاكل” البلاد. وقال شريف في خطاب أمام أنصاره الذين تجمعوا في لاهور ثاني اكبر مدن البلاد ”يجب أن نحمد الله الذي منح رابطة المسلمين-جناح نواز فرصة أخرى لخدمة باكستان”، أين رحبت الحشود بهذا الإعلان من خلال الرقص والغناء في حدائق مقر حزبه وفي شوارع العاصمة للبلاد.. لاسيما بعدما أكد شريف: ”أدعو كل الأحزاب إلى الجلوس حول طاولة معي لحل مشاكل البلد” المسلم الوحيد الذي يمتلك سلاحا نوويا ويواجه أزمة طاقة لا سابق لها وتمرد لحركة طالبان ولو كان الأمر يتعلق بي وحدي لما تحدثت إليهم، لكني أقوم بذلك من أجلكم ومن اجل الأجيال المقبلة”.