ينزل معرض “مقامات” للفنان التشكيلي الجزائري رشيد قريشي ضيفا على دار عبد اللطيف بالعاصمة، بداية ال17 من الشهر الجاري وإلى غاية ال13 من شهر جوان المقبل، ضمن فضاء فني وثقافي استثنائي لم يسبق لقريشي عرضه، حمل هذا الاسم الذي يحوي بداخله كنوزا تعبّر عن النصب المعمارية من الفترة العثمانية.إضافة لمجموعات سابقة أخيرة له ستعرض إلى جانب “مقامات”. الحدث الاستثنائي الذي تنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي تحت عنوان “مقامات”، يدل للوهلة الأولى على المشوار المهني والفني للفنان رشيد قريشي، الذي يترجم من خلال وقفاته الثقافية الدعوة إلى التأمل وبنفس كبير يتسم بالروحانية الصوفية التي تعكس تشبعه بالثقافة الإسلامية. وفي السياق يحتضن فضاء “فيلا عبد اللطيف” المعرض من خلال أرجاء الحديقة والمساحة الداخلية للمنزل المصممة بشكل جمالي مميز، سلسلة من 80 لوحة حجرية مخصصة لعشر سادة رواد التصوف الإسلامي، حيث يتعلق بعضها بقوة إلى شدة تعلقهم بالتاريخ الثقافي في الجزائر، على غرار سيدي بومدين شعيّب، جلال الدين الرومي، ربيعة العدوية، ابن العربي، ابن عطا الله الاسكندري، الحلاج، فريد الدن عطّار، الشيخ سيدي أحمد التيجاني، الشيخ العلوي المستغانمي وسيدي عبد القادر الجيلاني. المجموعة التي تم تنظيمها في شكل سلسلة من ثمانية الطباعة الحجرية بواسطة أشخاص يقدمون أعمالا لها خصوصية معينة من حيث اللون الذي يختلف من لون لأخر. كما تمثل من جانب أخر الفن المنتج من طرف رشيد قريشي الذي يوظف التجديد والمعاصرة في لوحاته الفنية استنادا دائما على الخط العربي ورمزية الإسلام وكمثال على ذلك أسماء الله الحسنى ال99 التي جاءت محددة ومغلقة في كل سلسلة من الطباعة الحجرية في “حديقة عبد اللطيف”، وتشمل كذلك 7 تماثيل مصنوعة من خشب “الأبان أوالأبنوس” حاملة عنوان“ الصلوات على الغائب”. هذا وتتخلل الحدث يومي 17 و18، من الشهر الجاري، المصادف لليوم العالمي للمتاحف وبمناسبة نهاية شهر التراث في بلادنا، تنظيم اجتماعات وندوات ينشطها خلال يومين مختصون في الفن من مختلف دول العالم على غرار كريس سبرينغ، ميشال ديسموت ومصطفى روملي، حسن صلاح، منصف مساكني،ليليا بن صالح، وآخرين حول البعد الدولي لأعمال قريشي، بالإضافة إلى الخبرات والأعمال الهامة التي قدمها طوال حياته منها “طريق الورود” لقريشي، “مورشدي الجزائري” رشيد قريشي فنان دون حدود”، وغيرها من المواضيع المهمة، حيث تعدّ هذه الخطوة عبارة عن اكتشاف مزدوج يقترح من خلال شهادة حية عن عمل الفنان والإنتاج في عالم الفن التشكيلي والرسم والنحت.