علمت “الفجر” من مصادر مسؤولة أن مديرية الري بولاية عنابة ستمضي اتفاقية مع شركة سويسرية تتولى مهمة إنشاء نفق أرضي بطول 1500 متر، يمكن من امتصاص مياه الأمطار لحماية الأراضي المنخفضة لمدينة عنابة من خطر الفيضانات مستقبلا. وسيتم الشروع في أشغال المشروع الضخم ، الذي سيكلف خزينة الدولة 2000 مليار سنتيم كاملة بداية السنة القادمة، حيث ستتم عمليات الحفر ابتداء من منطقة سيدي إبراهيم بعمق يصل 8 أمتار تحت الأرض. ومن جانب آخر أفادت ذات المصادر أن عمليات انجاز هذا النفق سوف تتم بالاستعانة بما يسمى الروبوت الذكي الذي لن يعيق حركة المرور ولن يتسبب في تلوث الجو، طبقا لتقنيات عمل هندسي جد متطورة. وينتظر أن يعود النفق بالفائدة على ولاية عنابة ، من خلال وصول مياه الأمطار لمحطة التصفية الواقعة بالعلا ليق ببلدية البوني كي تتم عملية إعادة استغلالها سواء للتوجيه لري المساحات الفلاحية أولاستخدامات نفعية أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الولائية كانت قد صرفت أموالا معتبرة فاقت 50 مليار سنتيم في إنجاز أشغال جهر قنوات الصرف الممتدة عبر شوارع مدينة عنابة إضافة لأغلفة مالية أخرى سخرت لتغيير بعض قنوات الصرف ، والتي أحالت الولاية السنة قبل الفارطة إلى ورشة أشغال مفتوحة دامت قرابة الستة أشهر، ما عطل موسم الاصطياف، وكان سببا في فشل الموسم السياحي. كل هذه الأشغال بقيت دون جدوى ، حيث سرعان ما عرت أمطار شهر أكتوبر من السنة الماضية سوء الانجاز للأشغال التي كانت وراء غرق العديد من المساكن بأحياء الخروبة، واد الفرشة، الجسر الأبيض، حي لأكولون، وغيرها من أحياء مدينة عنابة العتيقة، التي تحتاج حسب العديد من المسؤولين إلى إعادة نظر جذرية في عمليات تجديدها. وفي هذا السياق جاء المشروع الضخم المتمثل في إنشاء نفق أرضي بتكلفة باهظة بعدما فشلت كل مساعي البريكولاج من تجنيب عنابة خطر ارتفاع منسوب مياه الأمطار نتيجة كثافة تساقطها في فصل الشتاء، وما خلفته من كوارث تمثلت في غرق جميع المساكن المتواجدة بالمنخفضات في المياه، نتيجة انسداد قنوات الصرف التي يعود تاريخ إنشائها للحقبة الاستعمارية، ناهيك عن الانهيارات الجزئية للمباني القديمة الهشة المتآكلة، التي تنتظر نصيبها من التفات السلطات إليها بعدما حذر ديوان إعادة تهيئة المدينة القديمة من خطر الأمطار وما يمكن أن تتسبب فيه من كوارث، طبقا للخبرة الهندسية التي حصرت 37 بالمائة من سكنات بلاص دارم بالمدينة القديمة في خانة الإزالة النهائية.