استغل منتجو الفرولة، أول أمس، وجود والي الولاية بجناح عرض منتوجهم لهذه السنة بساحة أول نوفمبر، في إطار الاحتفال بالعيد السنوي للفراولة، حيث أبلغوه انشغالاتهم الأساسية التي طالما نقلوها للسلطات المحلية ولمديريتي الفلاحة والغابات، منها المتابعات القضائية والغرامات المالية. طالب المنتجون ببلديات تمالوس والزويت وبوشطاطة وسكيكدة وكركرة، الوالي بمنحهم عقود استغلال للأراضي التي يقيمون فيها بالجبال والمناطق الغابية، والتي تحولت إلى بساتين واسعة لزراعة أصناف مهمة من الخضر والفواكه، منها الفراولة التي اتخذت - حسبهم - في السنوات العشرة الأخيرة أبعادا اقتصادية واجتماعية مهمة للغاية، إلا أنهم لا يلقون التشجيع والمساندة من الهيئات المحلية للبلديات التي تتجاهل مطالبهم وانشغالاتهم، وكذلك من طرف مديريتي الفلاحة والغابات، لعدم منحهم عقود استغلال للأراضي، ومصالح الغابات مستمرة - حسب العديد من المنتجين - في إلحاق المنتجين بغرامات مالية تصل إلى ثلاثة ملايين سنتيم كل سنة، وفي تقديم البعض منهم للعدالة بتهمة التعدي على الأراضي الغابية. وشدد المنتجون، أثناء جولة الوالي بأجنحة العرض، على أن منعهم من الحصول علي شهادات الاستغلال لم يمكنهم من الاستفادة من مزايا الدعم الذي يقدمه الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، محرمهم في مقابل ذلك من الحصول على السكن الريفي للاستقرار في أراضيهم ومتابعة الأشغال الفلاحية الكبرى. وطرح المنتجون بالمناسبة المشاكل الأخرى المرتبطة بفساد شبكات الطرق الواصلة بين مناطقهم الزراعية والطرق المعبدة، والتي تعيقهم في تسويق المنتوج وتوصيله إلى المستهلكين الذين أصبحوا يتوافدون إلى قراهم من كل ولايات الوطن لنقل المنتوج وبيعه بأسعار مرتفعة، إضافة إلى انعدام مراكز تجارية ولو بسيطة داخل المزارع من شأنها مساعدة التجار في الحصول على الفراولة، دون تكبد مشقة قطع الدروب والمسالك الجبلية الوعرة لنقل الفراولة التي باتت - حسبهم - فاكهة لا يمكن الاستغناء عنها في فصلها. فرولة سكيكدة، وتمالوس خاصة، تميزت هذا العام بإنتاج نوعي وكمي كبير فاق كل التصورات، حيث لاحظ الزائرون للمعرض الذي أقيم في ساحة أول نوفمبر بمدينة سكيكدة، نوعية متميزة في الذوق والجودة وفي الشكل الضخم للحبة الواحدة. إلا أن المنتوج المعروض شذ هذا العام عن القاعدة، إذ لم يستطع الزوار الحصول على ما يطلبونه واكتفى العارضون بتوجيههم إلي جهات أخرى، الأمر الذي أثار استياء في وسط كل من حضر الي ساحة أول نوفمبر. بينما عرفت الأسعار مقابل ذلك لهيبا لم يكن متوقعا، إذ بيع الكيلوغرام الواحد من النوع الجيد أربعمائة دج، ووصل سعر العادي إلي مائتين وخمسة وعشرين دج. ورغم الأمطار التي تهاطلت في وقت غير مناسب، إلا أن بلدية سكيكدة قامت بتنظيم عيد سنوي مميز، إذ استدعيت فرق من الخيالة وفرق فولكلورية من عدة ولايات ومنحت جائز قيمة للمشاركين من المنتجين، الذين كانوا يشتكون في السابق من نقص الدعم المادي والمعنوي، والذي يبقي غير كاف.