تتوقع مصالح مديرية الفلاحة لولاية سكيكدة تحقيق مردود يصل إلى 90 قنطار في الهكتار الواحد من فاكهة الفرولة، بداية من منتصف شهر ماي الجاري إلى غاية نهاية شهر جوان القادم. يشكل هذا الإنتاج، حسب نائب مدير لإنتاج النباتي بالمديرية المكلف منذ سنوات بزراعة الفرولة بالولاية، دريدح سابقة، منذ عشرة سنوات أتت بفضل كميات الأمطار التي تساقطت على الولاية في الشتاء الفارط واستمرت إلى غاية نهاية أفريل الماضي. وعلاوة على ذلك، نشطت هذه الزراعة منذ العام الماضي في كل الشريط الساحلي للولاية الكائن ما بين سكيكدة والزويت وتمالوس وكركرة إلى غاية المصيف القلي، وامتدت لتشمل كذلك بعض البلديات في المنطقة الجنوبية ومنها أساسا بلدية صالح بوالشعور وبدرجة أقل مجاز الدشيش والحروش وسيدي مزغيش، أين تزرع الفرولة في جيوب صغيرة ومحدودة ذات مردود زراعي واقتصادي مهم للغاية، خصوصا للعائلات ذات الدخل المحدود القاطنة في المناطق الجبلية المتاخمة لسواحل الولاية، التي استغلت الغابات والمساحات الجبلية الفارغة لتحولها الى فضاءات زراعية لإنتاج الفرولة وتوسيع نطاق الزراعات الجبلية الأخرى لإضافة مداخيل اقتصادية اضافية تدعم بها حالتها الاجتماعية والاقتصادية، علاوة على تربية الماشية وتمالوس الفرولة في الوقت الحاضر على مساحة تصل الى 300 هكتار، وهي في توسع مستمر ومتطور بعد أن كانت في حدود 18 هكتار منذ سنة 1920 بجبال بلدية الزويت وأجزاء من بلدية سكيكدة انتقلت مع مطلع الثمانينيات إلى بلديتي كركرة وتمالوس، هذه الأخيرة التي استطاعت خلال فترة زمنية وجيزة أن تحتل المرتبة الأولى في هذه الزراعة وترتقي بمنتوج رفيع وذي نوعية ممتازة ويلقى رواجا كبيرا في أسواق الوطن وحتى سمعة وشهرة عالمية. وتنحصر هذه الزراعة في ثلاثة أصناف رئيسية، وهي الروسيكادا والتيوقا والدوغلاس. ويأتي نوع الروسيكادا في المرتبة الأولى ونسبة تصل إلى حوالي سبعين في المائة، والتيوقا والدوغلاس بالنسب المتبقية. ويقول دريدح إن هذه الزراعة استوردت من إيطاليا في بادئ الأمر إلا أنها أصبحت محلية وتعتمد على أصحابها من ذوي المهارات والخبرات الزراعية، حيث أن بذور القرولة باتت منذ سنوات طويلة تنتج محليا وتسوق إلى الولايات المجاورة، غير أن الفرولة مهددة في السنوات القادمة بالتراجع و الانكماش إذا ما لم تقم السلطات المكلفة بقطاع الفلاحة في الجزائر بالتصدي للمشاكل التي يعاني منها المنتجون منها، خاصة حل الإشكال القائم بين المنتجين ومصالح الغابات بمنحهم شهادات استفادة لقطع الأراضي المزروعة لتمكينهم من الحصول على الدعم المادي والمالي في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، ومساعدتهم في تسويق المنتوج وحتى في تصديره إلى الخارج، إذ يشير المكلف بزراعة الفرولة إلى أن مصالحه تلقت في السنوات القليلة الماضية اتصالات من عدة دول أوروبية، منها إيطاليا وفرنسا وحتى من مصر، لتصدير الفرولة إلا أن ذلك يتطلب - حسبه - توفير وساءل البريد وحفظ المنتوج لأن الفرولة لا تستطيع مقارنة الحرارة أكثر من يومين وعلى الأقل ثلاثة أيام. ومن المشاكل الكبرى التي يعاني منها المزارعون تدهور شبكة الطرق الداخلية الواصلة بين مناطق الإنتاج والمدن، خصوصا بسكيكدة والزويت و تمالوس وكركرة، إذ يجد المنتوج صعوبة كبيرة في نقل إنتاجهم إلى أسواق المدن وتوصيله إلى التجار الذين يأتون من ولايات مدن شرق وجنوب البلاد وحتى من العاصمة لتسويق فرولة سكيكدة التي اتخذت شهرة و سمعة وطنية كبيرة في السنوات الأخيرة. ويفكر الفلاحون في تقليص المساحات المزروعة والحد من التسويق بكميات كبيرة إذا بقيت حالة الطرق على ما هي عليه، حيث يتعذر في الوقت الحالي على الشاحنات وحتى السيارات الصغيرة الوصول إلى مناطق الإنتاج، وهي العوامل التي ما فتئ الفلاحون يطرحونها منذ عشرين سنة على السلطات الولائية وعلى وزارة الأشغال العمومية.