فتح راشد الغنوشي النار على أنصار الشريعة والسلفية الجهادية، واصفا التنظيمين بالتطرف والخوارج لارتباط اسميهما بالدمار الشام، مشيرا إلى أن السلفية لم ولن تنجح في أي بلاد عربية والتاريخ أصدق شاهد على ذلك. وقال الغنوشي خلال اجتماع إطارات الحركة بحي التضامنو أنه أينما حل أنصار الشريعة والسلفية الجهادية استوطن الدمار والخراب داخل البلدان العربية والإسلامية، ونفى المتحدث انتماء حركة النهضة إلى مثل هذه التيارات المتطرفةو وهي التي يشهد لها بالاعتدال ودفاعها عن الديمقراطية، وكذا دعمها لمصالح الوطن بعيدا عن التشدد والتهور. وجاءت تصريحات الغنوشي على خلفية الأحداث التي شهدتها تونس يوم ال 19 ماي الماضيو إثر محاولة جماعة السلفيين تنظيم مؤتمرهم السنوي الثالث بمدينة القيروان، لكن سلطات البلاد تصدت لهم ومنعتهم من تحقيق إعلان إمارتهم الإسلامية التي كانوا يخططون لها، ما أسفر عن اشتباكات بين القوات الأمنية وأنصار التيار السلف، خلفت مقتل شخص واعتقال العديد من الأفراد الناشطين ضمن صفوف هذا التيار المتشدد، وعلى رأسهم الناطق الرسمي باسم الحركة، كما فشل أبو عياض في فرض منطق حزبه الإسلامي وتحقيق مبتغاه بالحصول على تعبئة شعبية واسعة، كما اتهم رئيس التنظيم الحكومة التونسية وفي مقدمتها وزارة الداخلية بالتواطؤ مع أطراف أمريكية لمنع تنظيم الملتقى وحظر حرية تعبير جماعة السلفيين في تونس. على صعيد آخر، نقلت تقارير إعلامية عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط وجود 20 ألف ناشط سلفي في حركة أنصار الشريعة في تونس، وذكر الخبير الأمريكي في ”معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، أرون زيلين، أن تنظيم أنصار الشريعة يضم 20 ألف ناشط على الأقل، ويحظى بدعم لافت من طرف الشباب المحبطين من فشل حركة النهضة في تطبيق الشريعة الإسلامية في الدستور، مشيرا إلى أن الحركة الحاكمة بدأت تغير سياستها في التعامل مع التيار السلفي، وشرعت في مواجهة هذا الأخير بحزم كبير، غير أن الخبير الأمريكي لم يستبعد حدوث المزيد من المواجهات على المدى القريب أو المتوسط بين النهضة الحاكمة والسلفية.