هدّد تنظيم ''أنصار الشريعة'' الحكومة التونسية ب ''مفاجأة سوف تقصم ظهور أعداء الدين''، وذلك في بيان صادر، أمس، على صفحة التنظيم في موقع التواصل الاجتماعي ''فايسبوك''، مجدّدا الدعوة للتظاهر بالقيروان أمام مقر حركة النهضة الحاكمة، غدا، عقب صلاة الجمعة. فيما أفادت تقارير واردة من تونس، بأن الداخلية أعطت أوامر بالتأهب العام تحسبا لاشتباكات جديدة بين أنصار السلفية الجهادية في تونس وقوات الأمن. تأتي هذه المخاوف من تدهور الأوضاع، في الوقت الذي تتواصل فيه بيانات الدعم والمساندة من قبل قيادات السلفية الجهادية عبر العالم، إذ بعد منظر ''القاعدة'' المصري هاني السباعي، وأحد قادة تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي أبو يحيى الشنقيطي، جاء الدور على المدعو أبو عبد الله الجيجلي الجزائري، والمعروف عنه أنه المسؤول الإعلامي لتنظيم قاعدة المغرب الإسلامي، الذي بث تسجيلا مصورا لم يكتف فيه بإعلان المساندة ل '' أنصار الشريعة'' في تونس، بل خصص رسالته الصوتية لتحذير حركة النهضة التي قال عنها إنها تسير في طريق ''قد يُكلفها غاليا''، في إشارة إلى أن قاعدة المغرب الإسلامي ملتزمة بتعاليم زعيمها، أيمن الظواهري، والقاضية بعدم محاربة حكومات الربيع العربي إلا بقدر ''الدفاع عن النفس''، مضيفا أنه ''على النهضة العدول عن سياستها تجاه التنظيم والكف عن التصريحات المعادية التي تضرها أكثر مما تنفعها''، معتبرا أنه على الحكومة التونسية التي ترأسها حركة النهضة الإسلامية، أن ''تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية بدلا من محاربتها من خلال تضييقها على أنصار الشريعة''. وعلى الرغم من أن التسجيل الصوتي الأخير لقاعدة المغرب الإسلامي، جاء تحت مسمى ''نصح لحركة النهضة''، مثنيا في السياق على نضال راشد الغنوشي ضمن تيار الإسلام السياسي. إلا أن تحليلات المتابعين للوضع التونسي، جاءت متباينة بين من يرى أن توالي تصريحات قادة السلفية الجهادية عبر العالم، بمثابة تهديد صريح لحركة النهضة والسلطات التونسية، في إشارة إلى إعلان القطيعة بين تيار الإسلام السياسي المعتدل الذي تمثله النهضة في تونس، والسلفيين، وذلك من خلال التأكيد على أن ''القاعدة'' قد تجد نفسها مضطرة للتدخل للدفاع عن أنصارها، وهو ما أشار إليه بيان المتحدث الإعلامي لقاعدة المغرب الإسلامي بقوله ''إن التعليمات تقضي بعدم التدخل إلا في حال الدفاع عن النفس''. في حين تذهب تحليلات أخرى إلى اعتبار أن بيان تنظيم القاعدة تعهد بعدم ''استهداف تونس بأي عمليات جهادية''، وفقا لتعليمات أيمن الظواهري الذي ينتظر من حكومة النهضة أن ''تُطبق الشريعة'' في تونس. في مقابل هذه التحاليل بخصوص الصدام بين التيار السلفي وحركة النهضة الحاكمة، أفادت تقارير إخبارية باستمرار حالة من عدم الاستقرار في محيط حي التضامن بالعاصمة التونسية، معقل ''أنصار الشريعة''، بالنظر لرفض السلفيين تطويق الحي من طرف قوات الأمن التونسي ومراقبة حركتهم.