قطع رئيس الوزراء التونسي، علي العريض، شعرة معاوية التي كانت تربط بين حركة النهضة الحاكمة وتنظيم أنصار الشريعة، بتصريحاته أمس على هامش منتدى الدوحة الثالث عشر، والتي وصف فيها التنظيم ''بالجماعة الإرهابية والخارجة عن القانون''، مؤكدا أن مؤسسات الدولة التونسية لن تتساهل مع من يهدد أمن البلاد، ليفصل بذلك في الدعوة التي وجهها راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، لسلفيي أنصار الشريعة للحوار. شدد علي العريض، في حديثه، على أن ''تونسالجديدة ستكون مدنية وليس طائفية ولا دينية''، في إشارة إلى دعوات السلفية الجهادية إلى تطبيق الشريعة، والتي جعلت التنظيم يتهم حركة النهضة ''بالتفريط في حدود الله''، الأمر الذي وضعها في مواجهة مفتوحة مع الحزب الإسلامي الحاكم، ففي الوقت الذي دعت قيادة النهضة أنصار الشريعة لدخول المعترك السياسي، أكد أبو عياض أن ''الديمقراطية كفر''، الأمر الذي دفع حكومة العريض إلى الحسم واتخاذ تدابير أمنية مشددة، بعد الانتقادات الكبيرة إزاء ما أسمته المعارضة ''التساهل في التصدي للتيار السلفي المتطرف''. في مقابل هذا الموقف الرسمي الحاسم، جاء رد زعيم تنظيم أنصار الشريعة في شكل تسجيل صوتي على صفحة موقع التواصل الاجتماعي للتنظيم السلفي، ظهر فيها سيف الله بن حسين، المعروف بأبي عياض، مستهزئا بالسلطات التونسية، التي قال إنها خدمت التنظيم من خلال توفير دعاية مجانية له، وذلك بعدما توجه بحديثه إلى أنصاره مطالبا إياهم بالصمود في وجه من أسماهم ب''الطواغيت''، ليختم رسالته الصوتية بتهديد إلى السلطات بالتأكيد على أن ''أنصاره لن يهزموا''. ومع أن التسجيل الصوتي استغرق أقل من خمس دقائق، إلا أنها كانت كافية لإعلان مواجهة حقيقية بين الحكومة والتيار السلفي الجهادي. وفي تطور آخر، دخل تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي على خط الأحداث في تونس، من خلال كشف المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية ''سايت''، عن إطلاعه على رسالة إلكترونية وجهها أبو يحي الشنقيطي، عضو هيئة الشريعة بقاعدة المغرب الإسلامي، إلى تنظيم أنصار الشريعة، عشية الاشتباكات بين قوات الأمن والمنتمين لتنظيم السلفية الجهادية، داعيا إياهم إلى عدم ''الاستجابة لاستفزازات النظام وضرورة المضي في الأعمال الطيبة التي بدأت تؤتي ثمارها''، كما طالبهم ''بالتحلي بالحكمة والصبر''. وبينما أشارت وزارة الداخلية، في بيانها، إلى إصابة أكثر من عشرة أعوان أمن وثلاثة متظاهرين ومقتل شخص، عاد تنظيم أنصار الشريعة ليؤكد مقتل متظاهر آخر، قالت الداخلية إنه لا علاقة له بالأحداث وأن وفاته ''عرضية''، فيما أفاد رئيس الوزراء من جانبه بأن السلطات ألقت القبض على حوالي 200 شخص من المنتمين للتنظيم السلفي خلال الاشتباكات بتهمة الاعتداء على قوات الأمن.