تعتبر قرية غمرة ببلدية قمار بوادي سوف من بين المناطق المعزولة التي تعيش سكانها صراعا مريرا مع الحياة ويكابدون يوميا من أجل البقاء ورغم تعفف سكانها عن المطالبة بمشاريع تنموي ،إلاّ أنهم ألحوا على أمر مهم يتعلّق بحياتهم اليومية وصحتهم وصحة أبنائهم ،ويتعلق الأمر بالتدهور البيئي بسبب كثرة المزابل قرب النسيج العمراني لتوقف عمال النظافة عن رفع القمامة من القرية، مما جعل السكان يتخلصون منها بمفردهم برميها قرب سكناتهم. وعبر سكان القرية في حديثهم ل”الفجر” عن قلقهم الكبير لهذا الوضع فالسكان يشتكون وبمرارة من الانتشار الفظيع للأوساخ والمزابل، بسبب عزوف عمال النظافة على زيارة أحيائهم منذ الفاتح ماي الفارط.وأكد السكان بأن المزابل أضحت تصنع ديكورا ليومياتهم، بعد تأخر أعوان النظافة التابعين للبلدية عن رفع القمامة منذ ما يزيد عن أسبوع تقريبا، حيث اتخذت الحيوانات كالماعز والكلاب والقطط المتشردة من هذه المزابل ملجئا لها، وهو ما قد يؤثر سلبا على صحة السكان مستقبلا ببروز أمراض معدية ومتنقلة عن طريق الحيوان سيما عقب تناولها لبقايا المأكولات والبلاستيك وغيرها من النفايات، فضلا عن انتشار الناموس والحشرات الضارة جراء هذه الأوساخ، أين يتخوف الأهالي من إصابة الأفراد ببعض الأمراض الجلدية خاصة الليشمانيا أو ناموسة بسكرة، لكون هذه المنطقة سجلت في الآونة الأخيرة عدة إصابات بهذا الداء. واستغرب سكان قرية غمرة من سر عزوف عمال النظافة على رفع القمامة بل والمجيء أصلا إلى قريتهم، مناشدين رئيس البلدية ضرورة التدخل قبل “الغرق” في المزابل خاصة وأن موسم الحرارة على أبواب وما تسببه الحرارة مع القمامة.وأرجعت مصالح البلدية هذا المشكل إلى نقص عدد عمال النظافة الذين كانوا قد اشتكوا من قلة عددهم الآونة الأخيرة مع الجهد الكبير المبذول، أين طالبوا بإضافة عدد من العمال حتى يتمكنوا من العمل في أريحية تامة وهو المطلب الذي يتمنى عمال النظافة وسكان قرية غمرة من رئيس البلدية تحقيقه في القريب العاجل حتى ينعم هؤلاء بصيف آمن نظيف.