أدى الإضراب الذي دخل فيه عمال النظافة بجميع بلديات ولاية الوادي الثلاثين، إلى حالة من الفوضى داخل الأحياء والتجمعات السكانية، لاسيما بوسط مدينة الوادي التي تزيّنت بالأوساخ والقمامة المتراكمة فوق بعضها البعض أمام الأماكن المخصصة لها بكميات كبيرة جدا، بسبب مواصلة عمال النظافة إضرابهم الذي دخلوا فيه منذ مطلع الأسبوع الماضي. يحاول عمال النظافة بولاية الوادي الذين استجابوا لنداء النقابات المستقلة التي دعت لإضراب متجدد كل أسبوع الضغط على السلطات المركزية بقصد تحسين ظروفهم المعيشية والمهنية لكونهم يعملون في ظروف قاهرة للغاية، فعمال النظافة يتنقلون تحت درجات حرارة مرتفعة في كل التجمعات السكّانية والقرى ويقومون برفع القمامة، وكثيرا ما يتعرض بعضهم للسبّ والشتم من طرف بعض المواطنين المتهوّرين، بسبب نسيانه سهوا لأحد الأوعية المخصّصة لرفع القمامة في مظهر مقزز للغاية، بسبب الاستخفاف بهؤلاء العمال الذين يسعون ليل نهار لتطهير الأحياء والقرى من القمامة. ولعل ما يحدث حاليا في جميع بلديات ولاية الوادي تقريبا لأكبر شاهد على ذلك، حينما تكدّست القمامة في كل مكان عقب إضراب عمال النظافة. وذكر عدد من عمال النظافة بالوادي ل”الفجر” أنهم مستمرون في إضرابهم إلى غاية تحقيق مطالبهم المتعلقة أساسا برفع أجورهم وتحسين ظروف عملهم. وسرد هؤلاء المعاناة التي يكابدونها يوميا من نقص للألبسة الواقية وكذا المضادات الوقائية للأمراض، خاصة أنهم يرفعون كل أنواع القمامة سواء المتعلقة بالمنازل أو المؤسسات العمومية أو بقايا نفاس النساء في المؤسسات الإستشفائية. ولعل الخطير في الأمر أنهم جلهم لا يلبس الواقي اليدوي أ ويضع كمادات عازلة للأنف والفم، حيث يقوم بعض عمال النظافة بسبب نقص الاهتمام بهم بحمل أكياس بقايا الأدوية والنفاس بالمراكز الإستشفائية بأيديهم العارية دون خوف من الأمراض التي قد تنجم عن ذلك، حتى أن بعض الأطباء وصف هذا المظهر بالجهل بعينه لأنه سيؤدي حتميا بعد مدة لانتقال بعض الأمراض المعدية لهؤلاء العمال. كما أن عدم رفع القمامة وبقايا الأدوية من المؤسسات الإستشفائية سيكون له حتما، حسب هؤلاء الأطباء خطر كبير على صحة المرضى بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها، لاسيما أنها تتعرض للحرارة يوميا. كما خلّف إضراب عمال النظافة أثرا سلبيا على المواطنين نتيجة تكدّس أطنان من القمامة داخل التجمعات السكانية والأحياء، فالمتجوّل بوسط عمارات وسط المدينة يلحظ بأم عينه الأكياس والقمامة متناثرة قرب الأماكن المخصّصة لها. ويتخوّف السكان أن يؤدي تواصل إضراب عمال النظافة إلى تحوّل التجمعات السكانية لمزابل عمومية بداخل المدينة، وحتى القرى التي لجأ سكانها لرفع القمامة بأنفسهم عن طريق حملها فوق الدواب والحمير ورميها في أماكن بعيدة عن قراهم ومساكنهم. في الجانب الآخر برّر بعض رؤساء بلديات الوادي هذه الوضعية بالإضراب الذي شنه عمال النظافة وبعضهم تضامن معهم واعتبر مطالبهم مشروعة ومعقولة، حيث لا يعقل أن يتقاضى عمال النظافة أجرا لا يضاهي وجبة غذاء في أحد الفنادق الفخمة، معترفين أيضا بالأثر السلبي الناجم عن هذا الإضراب الذي لم يجدوا حلاّ له عدا مناشدة الحكومة السعى لحلّ مشاكلهم والاستجابة لطلباتهم في أقرب وقت ممكن، حتى لا يؤدي الوضع إلى عواقب وخيمة.