قال الحاخام اليهودي مارك رفائييل قيج، بأنّ التطرف الديني يخضع للفكر الامبريالي المسيطر، الذي يستغل صراع الهويات من اجل جرّ الشعوب إلى حالة من العنف والفوضى لاسيما بين الأديان وذلك باستغلال الخطابات الأكثر قوة وتأثيرا على الشباب. منوها في السياق بأنّ الجزائر عرفت تطرفا قاتلا وفضيعا خلال السنوات الماضية نتيجة الخطاب الديني الذي اسماه ب”الصلب”. اعترف الحاخام اليهودي مارك رفائييل قيج، خلال الندوة التي نشطها أول، أمس، حول ”اليهودية وحقوق الإنسان”، بنادي الجيش ببني مسوس بالعاصمة، في إطار فعاليات ملتقى الأمير عبد القادر والقانون الإنساني الدولي الذي يسدل الستار عليه اليوم، بأنّ المشكلة اليوم التي تمنع من قيام تسامح وحوار الأديان بين شعوب العالم تخضع لسيطرة مطلقة من طرف الفكر والدول الامبريالية التي توظف صراع الهويات العالمية أو الدولية للوصول إلى أهدافها وعلى رأسها نشر وزرع العنف في البلدان التي تعرف احتكاكا كبيرا بين المسلمين واليهوديين والمسيحيين،مشيرا إلى أنّ الخروج من الهويات الوطنية القاتلة أو محاولة خوض خطاب في العالمية حتما سيجرّ إلى العنف. واعتبر مارك رفائييل في الصدد ذاته بأنّ العالمية اليوم مفقودة وكلما تمت العودة إليها كلما أصبح فيها الإنسان امبرياليا من خلال محاولة كل دين حث أو فرض على معتنقي الديانات الأخرى إتباع دينه وهذا على حد تعبيره يتحول إلى ”امبريالية”، مضيفا بأنّ الامبريالية تعد بمثابة مشكلة ولا حل لها، باعتبار أنّ ما يقال على المستوى الفردي صالح على المستوى الجماعي. وفي سياق متصل نوه المتحدث بالعنف الذي عرفته الجزائر قبل عدة سنوات من اليوم من خلال التطرف الديني القاتل الذي جاء نتيجة خطاب صلب يعتبر الأكثر قوة وتأثيرا على الشباب المتحمس والمندفع لمثل هذه الخطاب الدينية ومعرفة ما يجري دون أن يحلل ويميز بين ما هو خطا وصواب. ولم يخف المتحدث بأنّ الأمر ليس سهلا. وفي السياق ذاته دعا الحاخام مارك رفائييل إلى ضرورة توحيد الجهود وترقية التسامح ولغة الحوار وكذا قبول الاختلاف، مثلما دعا إليه الأمير عبد القادر الذي كان يتحاور ويتسامح مع عدوه ومهما كانت ديانته.