أجمع حقوقيون على أن الخطاب الديني والإعلامي في الجزائر لا يشجع على نشر ثقافة التسامح في المجتمع، والتي تعد من أدبيات حقوق الإنسان، واستدلوا على العنف اللفظي والاختلاف بين مذاهب الدين الواحد وعدم تقبل الديانات الأخرى• لفت رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مصطفى بوشاشي، في ندوة نقاش حول ''التسامح في قلب حقوق الإنسان'' بمناسبة الذكرى الواحدة والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلى خطورة غياب ثقافة التسامح في المجتمع الجزائري، سواء كان على المستوى الضيق أي داخل العائلة أو أوسع من ذلك، مثلما هو الشأن بالنسبة لأتباع مذاهب مختلفة في الإسلام، وأحداث بريان بغرداية عينة حية، أو بين معتنقي ديانة وأخرى• وألقى المتحدث المسؤولية بشكل رئيسي على الخطاب الديني والإعلامي على حد سواء، حيث غالبا ما تغفل هذه الخطابات نشر ثقافة التسامح أو تحاربها بشكل غير مباشر• وفي ذات السياق، قال مصطفى بوشاشي إن 70 بالمائة من الخطب الدينية في الجزائر تغفل عن إظهار أن الإسلام دين تسامح، وقد تذهب إلى حد محاربة الديانات الأخرى، أما بالنسبة للإعلام فقد انتقد بوشاشي الخطاب الإعلامي اللامسؤول، وضرب مثلا بالحديث عن ديانات أخرى دون الاعتماد على فكرة تقبل الآخر مثلما تقتضيه حماية وترقية حقوق الإنسان• وشكل موضوع أحداث الجزائر ومصر عقب مباراة كرة قدم محور مناقشة، وأصبح يدفع بضرورة عدم التهرب من المسؤولية بالنسبة للنخبة في المجتمع من حقوقيين ومثقفين ورجال الإعلام في نشر التسامح، حيث اعتبر مصطفى بوشاشي أن اللاتسامح المتجذر في المجتمع استغل مؤخرا سياسيا، وهو ما نتج عنه انزلاق كبير في الأحداث بين الجزائر ومصر• واعتبر الحقوقي أن نشر ثقافة اللاتسامح يسير بتواطؤ مع السلطة التي تسعى إلى خلق قطيعة بين شعوب دولة وأخرى وبين المجتمع المدني، ومنه خلق تقوقع يخدم النظام السياسي بالدرجة الأولى•