يحتضن المعهد الوطني للصحة العمومية قريبا، لقاء طبيا حول مخاطر التدخين في المجتمع وأضراره على الاقتصاد الوطني والصحة العمومية. الملتقى من تنظيم الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية والسل برئاسة البروفسور سليم نافطي، ويحضره إطارات في الصحة من كامل ولايات الوطن. وسيناقش اللقاء مرة أخرى، المخاطر الصحية الكثيرة لآفة التدخين، مع دعوة ملحة لتفعيل كل القوانين التي تم سنها للحد من هذه الآفة. مرة أخرى، يُنظَّم لقاء طبيّ إعلامي عن التدخين، هذه الآفة التي تزداد السنة تلو الأخرى، وتُظهر الأرقام بشأنها ازديادا مخيفا للأفراد الذين يدخلون عالمها، خاصة من صغار السن والمراهقين، فقد كشف آخر تقرير لوزارة الصحة أن هذه الظاهرة المرضية قد تفاقمت في الجزائر بشكل يدعو إلى ضرورة مكافحتها ودق ناقوس الخطر بشأنها، ف 15 ألف شخص يموتون سنويا في الجزائر بسبب التدخين، و7 آلاف من الضحايا يلقون حتفهم بالسكتة القلبية، و4 آلاف منهم بسرطان القصبة الهوائية، بينما يصاب 4 آلاف بسرطان الحنجرة والعجز التنفسي. ويكشف البروفسور سليم نافطي رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض التنفسية والسل، القائمة على تنظيم اللقاء العلمي المرتقب عن التدخين لدى استضافته ل«المساء»، أنه محتار حقيقة من أمر المواطن الجزائري الذي «يبدو أنه لا تعنيه الأرقام المخيفة التي تعطى بين الفينة والأخرى عن التدخين ومخاطره وأضراره»، وكشف أيضا عن أن سنوات طويلة من التحسيس ضد هذه الآفة، تشير إلى «إلزامية تغيير سياسة التعامل مع هذا الملف، إذ لا بد من الدخول الحتمي في شق الردع، لأن «الجميع يدرك مخاطر التدخين والتدخين السلبي، لذلك فإننا نطالب اليوم الجهات المعنية بالدخول في مرحلة الردع»، وتساءل حول الداعي من سَنّ العديد من القوانين المحفزة لمحاربة آفة التدخين إذا بقيت دون تطبيق ولا حتى مراقبة! وظاهرة التدخين تبقى في استفحال مطرد، خاصة وسط المراهقين والشباب، ويبقى الإعلام والتوعية عبر وسائله المختلفة يلعب دورا أساسيا في تبيان مضار آفة التدخين. وفي انتظار تطبيق القانون وهذه التشريعات التي لم تأتي من فراغ، يقول المختص، فإنه لا بدّ من تهيئة جمهور واعٍ يمتلك المعرفة الكافية ضد الأخطار الكثيرة المتربصة بصحته، وعلى المدخنين أنفسهم الذين يرون في الغرب قدوة في التحضر والتقدم، أن يقتدوا بهم في طرق مكافحة آفة التدخين، ويتم لا التأسيس لثقافة كتلك المؤسسة في أوروبا، والقاضية بتحديد نسبة 40 %من الأماكن لتكون خالية من التدخين، بما في ذلك حظر التدخين في المطارات، الصورة الأولى للبلاد، وكذا في محطات القطارات والمترو والمباني الحكومية. «ظاهرة التدخين قد اتخذت منعرجا خطيرا ومقلقا، فإذا كنا حاليا نسجل سنويا 30 ألف حالة جديدة من السرطان الناتج عن استهلاك التبغ، فإن الأرقام ستصبح أكثر رعبا بحلول 2015، بحيث سنسجل 300 ألف حالة سرطان رئة سببه المباشر التبغ، وحوالي 100 ألف حالة سرطان بكافة أنواعه، وهذا سيشكل عبئا إضافيا على الدولة التي بإمكانها تفادي كل ذلك بتفعيل القوانين المصاغة، وهذا أمر ممكن جدا». كما عبر المختص عن مخاوفه من المستقبل ومواجهة «جيل من الشباب يموتون بسبب التدخين بوعي»، حيث يدركون مخاطر، آفات وعواقب التدخين التي تؤدي إلى الإصابة بداء السرطان، ثم الوفاة، ورغم ذلك يبقون غير مبالين! جدير بالذكر أن دراسة كانت قد أشرفت عليها وزارة الصحة والمعهد الوطني للصحة العمومية، بالتنسيق مع مكتب منظمة الصحة العالمية بالجزائر في 2010، وشملت عينة من 4 آلاف شخص بكل من ولايات وهران، ورڤلة، باتنة والعاصمة الجزائر قد خلصت إلى أن 20 بالمائة من الجزائريين الذين يستهلكون التبغ؛ منهم 15 بالمائة يدخنون السجائر و5 بالمائة يستهلكون «الشمة»، وأن الذين يتعرضون للتدخين السلبي، أي دخان سجائر الآخرين، في الأماكن العمومية يمثلون 60% من العينة المدروسة، وأن 20 % من نفس العينة يتعرضون للتدخين السلبي بالمنازل. كما تشير الأرقام التي بحوزة «المساء»، أن كل مدخن يتعاطى يوميا وبانتظام علبتين من التبغ، يصرف في المتوسط 220 ألف دينار سنويا على هذه السموم.