ويهدف اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هذا العام لحماية الشباب من مخاطر هذه الآفة وتشجيع المدمنين عليها للإقلاع عنها، ويأتي شعار اليوم العالمي للامتناع عن التبغ هذا العام للشباب لتفعيل آليات ووسائل حماية الشباب من خطر التدخين وذلك استجابة لما كشفته كثير من الدراسات من أن الشباب هم الشريحة الأكثر عرضة للسقوط في براثين التدخين، في ظل استمرار استهدافهم من قبل الشركات المنتجة للتبغ بكم هائل من الإعلانات والرسائل الدعائية المضللة مع التركيز على الشباب صغار السن بالدرجة الأولى• التبغ يقتل أكثر من 50 بالمائة من المدمنين عليه يركز الاحتفال هذا العام على توحيد عدد من الرسائل أهمها أن منتجات التبغ تقتل أكثر من 50 بالمائة ممن يدمنون على تعاطيها وأن الحظر الشامل والمنع الكلي لجميع أشكال الإعلان والدعاية المباشرة وغير المباشرة عن منتجات التبغ هو الوسيلة الأكثر فاعلية لحماية الشباب من خطرها، كذلك التحذير من سهولة توافر منتجات التبغ والحصول عليها بأسعار مناسبة وزيادة القبول الاجتماعى لها باعتبار ذلك من العوامل الحاسمة لإغراء الشباب بتجريب التدخين• كما تتضمن الرسائل التي توجهها منظمة الصحة العالمية من خلال اليوم العالمي للامتناع عن التدخين دعوة جميع الجهات المعنية بالشباب لتطبيق حظر على إعلانات التبغ، حيث أن 50 بالمائة من أطفال العالم يعيشون في بلدان لا تمنع توزيع منتجات التبغ مجانا• ويأتي احتفال دول العالم هذا العام تحت شعار "شباب بلا تدخين" لاعتقاد الأطباء والعلماء أن الأطفال غير معنيين باستهلاك التبغ وأنه حتى لو جرب تدخين السيجارة الأولى في سن مبكرة فهذا لا يعني أن الطفل يصبح مدخنا بصورة منتظمة قبل سن التاسعة أو العاشرة، ولكن الأطفال، يمكن أن يقعوا ضحية للتدخين منذ ولادتهم بل حتى قبل ذلك فهم غالبا ما يكونون في رفقة من هم أكبر منهم ممن يعرضونهم عن جهل لمخاطر يظنون أنها تعنيهم وحدهم، فالنساء اللواتي يدخن أثناء الحمل يعرضن الجنين للخطر، والبالغون الذين يدخنون بوجود الرضع أو الأطفال الصغار يزيدون من مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي أو الأذن• المدخن يفقد متوسط 22 سنة من عمره المأمول وفقا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر مؤخرا أكد أن تعاطي التبغ يعد السبب الرئيسي في وقوع الوفيات في العالم، كما يشكل أخطر تهديد على الصحة التي يواجهها العالم، فالتبغ يقتل 4,5 مليون شخص كل سنة• ويتوقع التقرير أن يرتفع معدل الوفيات السنوي ليصل إلى 10 ملايين وفاة بحلول عشرينيات أو ثلاثينيات القرن الحالي، مع وقوع 70 بالمائة من هذه الوفيات في البلدان النامية• ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يوجد في العالم حوالي 1,3 مليار مدخن ثلثهم ممن تبلغ أعمارهم 15 عاما فأكثر، ويذكر خبراء الصحة العالمية أن متعاطي التبغ لمدة طويلة معرضون بنسبة 50 بالمائة للموت نتيجة الإصابة بمرض من الأمراض التي يسببها التبغ• ويموت نصف هؤلاء في أواسط العمر قبل بلوغ سن السبعين• والمدخنون الذين يموتون بسبب التدخين قبل سن السبعين يفقدون في المتوسط 22 سنة من مأمول عمرهم العادي، كما أن معدل التدخين يكون أكبر بين السكان الفقراء من مثيله بين السكان الأثرياء• واقترحت منظمة الصحة العالمية من خلال هذا التقرير ست استراتيجيات لمكافحة التدخين من الممكن تطبيقها على مستوى العالم وهي المتابعة في كل دولة سواء للاستهلاك أو لسياسات الوقاية، وحماية الشعوب من دخان التبغ، وتوفير برامج خاصة لمساعدة الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وتوعية أفضل بشأن أخطار التدخين، وتنفيذ فعلي لحظر إعلانات الترويج للتبغ ومنتجاته وزيادة الرسوم والضرائب على التدخين• التدخين يتسبب في إصابة الإنسان بأكثر من 25 مرضا يذكر أن البحوث الطبية أكدت أن دخان التبغ يحتوى على أربعة آلاف مركب كيماوى كلها ضارة و500 منها ضارة جدا بل إن 43 مركبا منها تسبب السرطان وذلك بخلاف الأضرار السريعة التي تسببها المركبات المهيجة والتي تؤدي إلى السعال وزيادة البلغم وصعوبة التنفس أحيانا خاصة عند القيام بمجهود بدني مفاجئ• كما أكدت أن التدخين هو المسؤول عن 90 بالمئة من وفيات سرطان الرئة في العالم و30 بالمائة من جميع إصابات السرطان وأكثر من 8 بالمائة من حالات التهاب القصبة الهوائية أو الالتهاب الشعبي المزمن والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى التسبب في أمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من الأمراض القاتلة• ويؤكد الأطباء أن التدخين يتسبب في إصابة الانسان بأكثر من 25 مرضا منها أمراض القلب والصدر والأوعية الدموية وسرطان الفم والحنجرة والرئة والمريء وزيادة نوبات الربو، والتهابات القصبة الهوائية والحنجرة وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي والقرحات والتهابات الجهاز الهضمي واضطرابات نفسية وعصبية• ويشكل التدخين بين النساء مشكلة خطيرة وأشارت الأبحاث العلمية حول الآثار المدمرة للتدخين إلى المرأة، فحوالي 25 بالمائة من المدخنات يتوفين بسبب أمراض ناجمة عن التدخين وثلث هؤلاء يمتن دون 56 من العمر، وفي مجتمع المدخنات يعد التدخين مسؤولاً عن 40 بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، وعن 55 بالمائة من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية، وعن 80 بالمائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة، وعن 30 بالمائة من الوفيات الناجمة عن كل أشكال السرطان• ويعاني الأطفال من مخاطر التدخين حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 700 مليون طفل في العالم يتعرضون دون ذنب للدخان السلبي ويعانون من مخاطره•