أشرفت، أمس، السيدة سعاد بن جاب الله، وزيرة التضامن الوطني والأسرة بفندق الماركير بالعاصمة، على تقديم التقرير السنوي لمنظمة اليونيسيف حول وضع الأطفال في العالم والأطفال ذوي الإعاقة تحديدا، وقالت بالمناسبة، إن وضع الأطفال ذوي الإعاقة في الجزائر في تحسن السنة تلوى الأخرى، تترجمه مختلف النشاطات المتخذة في السياق، ومنها تنصيب المجلس الوطني لذوي الإعاقة مؤخرا، الذي أوكلت إليه مهمة التكفل بهذه الفئة. وكشفت الوزيرة على هامش اللقاء المنظم، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة، أنه من بين المهام الموكلة للمجلس الوطني لذوي الإعاقة، الإشراف على تكوين المؤطرين لتكفل أحسن بالأطفال ذوي الإعاقة، وذلك ضمن معايير دولية معترف بها، وتحديدا برنامج عمل هؤلاء المكونين الذين يصل عددهم حاليا إلى 20 إطارا، سيشرفون بدورهم لاحقا على تكوين 200 مُكوّن ضمن استراتيجية الوزارة لدعم التكفل بالأطفال ذوي الإعاقة، إضافة إلى عمل المجلس على إدماج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس العادية، وكذلك دعم مرافقة مصالح وزارة التضامن والأسرة كل الأطفال المصابين بإعاقات ثقيلة تعيقهم على الدراسة أو تلقي تكوينات معينة، وهذا لتحقيق إدماج أكبر لهذه الفئة في مجتمعها،”ونحن هنا نعوّل كثيرا على الجمعيات العاملة في ميدان التكفل بالطفولة المعاقة، بحيث سيتم منحها الأولوية في منح الإعانات وكل أشكال الدعم، لأننا نعتبر الجمعيات شريكا أساسيا لنا، خاصة وإنها تعمل على تسليط الضوء على النقائص المسجلة ولفت انتباه الوزارة للتدخل السريع والفعّال”، تقول الوزيرة.من جهة أخرى، كشفت الوزيرة بن جاب الله، أنّ تقرير اليونيسيف السنوي ”يقدم وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا، كونه يسلط الضوء على نقائص معينة ويقدم حلولا منطقية ويدعونا للعمل المشترك لتطبيقها أو إيجاد بدائل أكثر واقعية، لذلك نحن نعتبر هذا التقرير مهم جدا، لأنه ثمرة عمل تقييمي لكل السياسات العمومية، بما فيها الوطنية تجاه هذه الفئة الحساسة جدا”.وقد صدر عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة نهاية ماي المنصرم، التقرير السنوي الخاص بوضع الطفولة عبر العالم، خصصت الطبعة السنوية ل2013 للأطفال ذوي الإعاقة وجاء تحت شعار :”أنظروا إليه طفلا أولا قبل النظر إلى إعاقته”. وقد أشاد توماس دافين ممثل منظمة اليونيسيف بالجزائر أثناء تقديمه للتقرير أمس، بالجهود التي تبذلها الجزائر في التكفل بالأطفال ذوي الإعاقة من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، وأكد أن المنظمة الأممية تعمل بالتنسيق مع الجزائر من أجل رفع الستار عن الأطفال الأكثر تهميشا وإقصاء، والبحث في أسباب إقصائهم والعمل على تحسين أوضاعهم، وكشف المتحدث عن سبعة محاور ضمن برنامج عمل المنظمة بالجزائر، منها المحور الخاص بالتعليم، ويتلخص أساسا في وضع برنامج معلوماتي لتحديد الأطفال المحرومين من الدراسة وضمان أفضل دعم لهم، مع العمل على تثقيف الآباء والأمهات لتوجيه أطفالهم إلى المدارس ودور الحضانة ما قبل المدرسة، والعمل المكثف على تحسين رعاية الأطفال ذوي الإعاقة وإدماجهم في المجتمع، وعرض المساعدة عليهم في مختلف المجالات التي تلهمهم، ومنها الاستفادة من برامج تكوين خاصة تسهل عليهم ولوج عالم الشغل. وأكد توماس دافين بقوله :«الإشكالية الحقيقية اليوم تتلخص في معرفة واقع الأطفال ذوي الإعاقة والعمل الجاد على التكفل بهم، ونعتقد أن فيه بعض التأخر على هذا المستوى في الجزائر، ولكننا متفائلون من التزام الحكومة وعملها الجدي لتحسين وضع هؤلاء”. وفي السياق، تؤكد الوزيرة بن جاب الله، أن تحقيقا قد أنجز مؤخرا وشمل 28 ألف عائلة جزائرية، يهدف إلى معرفة العدد الحقيقي للمعاقين بمجتمعنا، مع تسطير مخطط عمل لتكفل أحسن بهم، سيتم الإعلان عن نتائجه قريبا.كما أشار ممثل اليونيسيف، إلى صعوبات تمدرس الطفل المعاق بالجزائر، ودعا إلى دعم أكبر للمراكز المتخصصة الموجودة، كاشفا أن مركزا جديدا خاصا بالأطفال ذوي الإعاقة دعمته اليونيسيف سيتم فتحه قريبا بولاية بومرداس، بقدرة استيعاب تصل إلى 400 طفل.في نفس الإطار، كشفت السيدة مسعودة بومدين، مديرة مركزية بوزارة التضامن والأسرة ل«المساء” على هامش اللقاء، أن الدخول المدرسي 2013-2014 سيعزز بفتح 26 مؤسسة تربوية متخصصة للأطفال ذوي الإعاقة عبر الوطن، تضاف هذه المؤسسات إلى مجموع النسيج المؤسساتي المتخصص البالغ عدده حاليا 186 مؤسسة متخصصة وطنيا، تستقبل أكثر من 17 ألف طفل معاق متمدرس وسط المؤسسات المتخصصة، وما يزيد عن 1600 طفل معاق ضمن التربية المدمجة، أي ضمن الأقسام الخاصة المفتوحة على مستوى أقسام المؤسسات التربوية التابعة لوزارة التربية الوطنية، هؤلاء مقسمين على 203 قسم مدمج للأطفال المعاقين على مستوى 26 ولاية.جدير بالإشارة، إلى أن العالم يحصي مليار شخص معاق، أي شخص واحد من كل سبعة أشخاص فوق 18 سنة معاق، وطفل واحد من كل 10 أطفال أقل من 18 سنة معاق، وأنه من 250 ألفا إلى 500 ألف طفل معاق في خطر الإصابة بالعمى بسبب نقص فيتامين ”أ”، وأن طفل معاق واحد من 10 يكمل تعليمه الابتدائي، وأن الطفل المعاق يتعرض للعنف الجسدي بأربع مرات ضعف الطفل العادي، و3 مرات من خطر العنف الجنسي.