أشاد توماس دافين، بالجهود التي تبذلها الجزائر في دراسة شؤون الأطفال المهمشين من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، وأكد أن المنظمة الأممية تعمل بالتعاون مع الجزائر من أجل معرفة الأطفال الأكثر تهميشا وإقصاء، والبحث في أسباب إقصائهم. وقال توماس دافين، ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة “يونيسيف" بالجزائر، أمس، بمنتدى جريدة “ليبيرتي"، إن جهود المنظمة تهدف الى التعرف على أسباب تهميش الأطفال كالفقر أو البعد الجغرافي عن الخدمات الأساسية، حتى يتم وضع الحلول المناسبة من أجل الحد من هذه الظاهرة، وأوضح أن المنظمة تعتبر الجزائر بلدا متقدما في الاهتمام بدراسة وضع الأطفال في الأسرة والمجتمع، وتحديد احتياجاتهم الاجتماعية لمساعدتهم. كما كشف المتحدث عن خمسة برامج مسطرة للعمل بها في الجزائر، البرنامج الأول خاص بالتعليم ويتمثل في وضع برنامج في نظام المعلومات الإلكترونية، لتحديد الأطفال المحرومين من المدرسة لضمان أفضل دعم لهم، والمساعدة على تثقيف الآباء والأمهات لتوجيه أطفالهم إلى المدارس ودور الحضانة ما قبل المدرسة. وثانيا العمل على تحسين وتطوير الصحة في الجزائر، حيث تعمل المنظمة على تحسين رعاية الاطفال المعاقين وإدماجهم في المجتمع، وخفض معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة - يقول ممثل اليونيسيف - إلى العمل على حماية الطفل. وكشف أن المنظمة تنسق مع وزارة التضامن الوطني لإطلاق استراتيجية لحماية الأطفال المجهولي الأبوين، وكذا منح الفرصة للأطفال والمراهقين ومنحهم مساحة أكبر للتعبير عن أنفسهم، وعرض المساعدة عليهم في مختلف المجالات التي تلهمهم، وأخيرا العمل مع العديد من الشركاء الاجتماعيين لتحديد الأطفال الذين لديهم الحق في الالتحاق بالمدرسة. وأكد توماس دافين أن منظمة الأممالمتحدة للطفولة تهدف للقضاء كليا على العنف ضد الأطفال، حيث أن مليون طفل في العالم يعانون كل عام من ظاهرة العنف، وكشف أن 80 بالمئة من حالات العنف ضد الأطفال تتسبب بها الأسرة بالدرجة الأولى، و10 بالمئة من الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة، خاصة في الجنوب. وعن الأطفال الذين يستغلون للعمل، كشف ممثل اليونيسيف أن الإحصائيات تقول إن 4.5 بالمئة من الأطفال في الجزائر يعملون في ظروف ليست خطيرة على صحتهم وحياتهم، ومعظم الأعمال تتمثل في التجارة كبيع السجائر والمثلجات، وهذا ما قد يؤثر على مستقبلهم الدراسي، فمعظم الأطفال الذين يعملون من أجل مساعدة عائلاتهم المحتاجة لا يصنفون الدراسة من أولوياتهم. وبخصوص التغطية الصحية للأطفال، قال ضيف المنتدى إن 88 بالمئة نسبة التغطية الطبية في الجزائر، كما حذر من التهاون في إمداد الأطفال باللقاحات بسبب نقصها أو ندرتها، ما يشكل خطرا على حياتهم. أما بخصوص التعليم فقد أكد المتحدث 9 بالمئة من الأطفال يتوقفون عن الدراسة قبل المرحلة الابتدائية، و35 بالمئة من النسبة المتبقية يتوقفون في المرحلة الأساسية، كما أن 8 تلاميذ من بين 100 ينجحون في شهادة البكالوريا دون إعادة أي سنة في مشوارهم الدراسي. وعن سؤال حول مدى مساهمة القنوات التلفزيونية في زيادة العنف لدى الأطفال، قال توماس دافيين، إن اليونيسيف لا تستطيع التحكم في نوعية البرامج التي يشاهدها الأطفال وحتى الرسوم المتحركة التي قد تتضمن مشاهد للعنف أو مشاهد جنسية في العديد من القنوات الأجنبية وحتى العربية، وأكد أن الوالدين هم المسؤولون بالدرجة الاولى عن اختيار البرامج الأفضل لأطفالهم.