كشف الخبير الاقتصادي محمد حميدوش أن ثورة النفط والغاز الصخري ساهمت في تفنيد نظرية ذروة إنتاج النفط والغاز التي كانت تثير قلق الدول المنتجة والمستهلكة في العالم على حد سواء، من خلال الاعتقاد أن إنتاج النفط والغاز قد وصل ذروته، وأن تراجع المخزونات والاحتياطيات أمر لا مفر منه بل إنه بدأ فعليا”. وقال حميدوش في تصريح ل”الفجر” أن اكتشاف الغاز الصخري واتجاه الولاياتالمتحدة نحو الاكتفاء الذاتي، يُظهر مخاوف الدول المصدرة للغاز التقليدي منها تقليص حصة الجزائر في أمريكا، بالإضافة إلى وجود لوبي للسيناتور ضد غاز الجزائر في أمريكا، ما أدى إلى تناقص ملحوظ في حصص الجزائر في الأسواق. ويضيف محدثنا أن إنتاج الغاز في الجزائر من سنة 2007 إلى 2010 حقق الحد الأقصى، أما في الوقت الراهن فإننا نعيش في فترة الهبوط الحتمي بالنظر إلى الوتيرة التي تسير بها عملية اكتشاف حقول الغاز إلى جانب عدم اهتمام الشركات النفطية بالمناقصات الدولية التي تعلن عنها وزارة الطاقة. ودعا حميدوش الدول التي تعتمد على المحروقات في اقتصادها منها الجزائر على وجه خاص، أن تعمل على تطوير اقتصادياتها من خلال تحسين قطاع الصناعة والخدمات وكذا المنتوج والرفع من مستوى التنافسية، لكي يكون لها في المستقبل البعيد وجود، والعمل على تعزيز التنسيق ووحدة المواقف بين الدول المنتجة من داخل وخارج أوبك من جهة والدول المستهلكة من جهة أخرى، كما كان التنسيق واضحا وناجحا في تحييد العامل الجيوسياسي المؤثر على أسعار النفط، وكذا دعم المنظمات والمؤسسات البيئية الدولية التي تعمل على تحقيق التزام صناعة النفط والغاز بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية وتلبية شروطها في مجال البيئة والمحافظة عليها.