تناول الروائي، واسيني الأعرج، في عمله الروائي الأخير الذي وسمه ب”مملكة الفراشة”، الصادر حديثا بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، في انتظار صدور طبعة دار ”الآداب” ببيروت في سبتمبر المقبل، وطبعة ”الفضاء الحر” بالجزائر في أكتوبر المقبل وهذا بالموازاة مع احتضان الجزائر لفعاليات معرض الكتاب الدولي، حيث ستكون ”مملكة الفراشة” ضيفة شرف الطبعة المقبلة، عن نتائج الحروب الأهلية التي اختصرها في الانتقام والجنون والعزلة، وهو ما دفع الأعرج لطرح تساؤلات فيما إذا كانت الحروب الأهلية قد انتهت أم أنها لازالت موجودة ؟. وقد حاول واسيني الاعرج في روايته الجديدة أن يبرز تأثيرات الحروب الأهلية على نفسية وحياة المواطنين، موضحا كيف تدفع هذه الأخيرة بالأشخاص إلى العزلة وبناء عالم خاص بهم، وكيف يسيطر الخوف على أذهانهم وعقولهم حتى بعد انتهاء هذه الحروب ليبقى بذلك محفورا في مخيلتهم ويصبح جزء لا يتجزأ من حياتهم، وهي التفاصيل التي تعكسها بطلة الرواية، التي ترى بأن الموت والقتل لم يتوقفا أبدا لقناعتها أنهما عادا إلى البروز في أشكال أخرى لا تقل خطورة عما كانت عليه. لذا جاءت ”مملكة الفراشة” للحديث عن انعكاسات الحروب الأهلية من خلال عائلة يعيش أفرادها العزلة والخوف، بداية من بطلة الرواية ” مايا” وهي شابة تسلمت صيدلية والدها الذي فضل الاعتزال والبقاء في البيت لإنتاج الأدوية الضرورية لصيدليته بحكم أنه اشتغل في أكبر المخابر في باريس، لكن سرعان ما تضطر هذه الشابة لإغلاق الصيدلية بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة التي لم تنجح في مواجهتها أو التأقلم مع مستجداتها، لتنظم بذلك إلى العزلة الاختيارية التي غرق فيها والديها، ولتبقى هي الأخرى حبيسة المنزل قبل أن وجدت في الفايسبوك متنفسا لها ومصدرا للتواصل مع أصدقائها والعالم الخارجي، حيث خلقت الفتاة عالما موازيا لعالمها الواقعي بعيدا عن عزلة البيت والمجتمع، إلا أنها اكتشفت أخيرا أنه كان سببا في تورطها بعلاقة مشبوهة مع مخرج مسرحي منفي.