ناقشت قمة الثمانية التي انطلقت أمس بإيرلندا الشمالية الشأن السوري ووُضع على طاولة لقائها ملف تسليح المعارضة الذي تتبناه كل من بريطانيا وفرنسا ودعمتهما مؤخرا أمريكا بإعلانها إرسال شحنات من الأسلحة للجيش الحر وسط رفض دولي كبير لهذه الخطوة التي من شأنها تأجيج الحرب وتمديد عمرها في المنطقة، كما قالت موسكو انها لن تسمح بفرض حظر جوي على سوريا. هيمن الوضع في سوريا على أشغال اليوم الأول من قمة الثمانية التي افتتحت أمس بإيرلندا الشمالية، حيث انتقد الرئيس الروسي فلادمير بوتين قبل انطلاق أشغال القمة رفقة رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كامرون للقرار الأمريكي الذي عزز مواقف الدول الداعمة للمعارضة، حيث جدد بوتين موقف بلاده الرافض لهذه الخطوة، مشيرا إلى أن بلاده تورد السلاح الى سوريا بطريقة قانونية تخضع لاتفاقيات مسبقة تجمع الطرفين وتتماشى وأحكام القانون الدولي، كما شدّد الرئيس الروسي على ضرورة عقد مؤتمر ”جنيف 2” مشيرا الى أنه الحل الوحيد الكفيل بوضع حد للانتهاكات المرتكبة داخل سوريا، محذرا من خطورة القرار الأمريكي القاضي بدعم المعارضة بالأسلحة الفتاكة. من جهته أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش أن روسيا لن تسمح بفرض منطقة حظر جوي على سوريا، وقال لوكاشيفتش خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أن بلاده لن تسمح بتنفيذ سيناريو حظر الطيران وأن المناورات العسكرية هي اختراق للقانون الدولي، مشيرا الى أن عقد توريد منظومة ”أس 300” إلى سوريا يدخل ضمن العقود السابقة ولم يتخذ القرار بعد بشأن توريده. ميدانيا استهدفت المعارضة السورية المسلحة أمس مطارين عسكريين في المزة والقلمون، حيث هز انفجار عنيف مطار المزة العسكري على المشارف الغربية للعاصمة دمشق الذي يمثل قاعدة رئيسية لقوات النخبة التابعة للرئيس بشار الأسد، فيما لقي ما لا يقل عن 82 شخصا مصرعهم أمس في مختلف مناطق سوريا حسب ما ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما واصل مزارعون لبنانيون أمس قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا عند نقطة العبودية في عكار شمال لبنان منذ أمس الأول احتجاجا على إطلاق النار من الجانب السوري على بلدة العرمة اللبنانية الحدودية، يطالب الأهالي من خلال هذه الخطوة بتعويض المزارعين جراء تعرض محاصيلهم الزراعية للتلف نتيجة القصف.