رفع حظر الأسلحة على دمشق يدخل مرحلة العد التنازلي أعلنت روسيا أمس توصلها الى اتفاق مبدئي مع دمشق لتمثيل النظام في محادثات جنيف 2 المزمع عقده جوان القادم، متهمة بعض الأطراف الدولية بعرقلة مساعي السلام في المنطقة وتفضيلها المصالح الشخصية على حساب وقف نزيف دماء السوريين، فيما لا تزال المشاورات جارية في العاصمة الأردنية بين أصدقاء سوريا دون التوصل إلى نتيجة إيجابية، أمام بدء العد التنازلي لتصويت الاتحاد الأوروبي على قرار رفع حظر الأسلحة على سوريا. جاء إعلان موسطو على لسان المتحدث الرسمي باسم خارجيتها الكسندر لوكاشيفتش الذي صرح أمس بوجود تأكيدات من دمشق حول استعدادها مبدئيا للمشاركة في مؤتمر ”جنيف 2”، وقال لوكاشيفتش خلال مؤتمر صحفي عقده أمس أن روسيا مرتاحة بشأن المبادرة التي اقترحتها رفقة واشنطن والتي ضمنت حسبها من حيث المنطلق مشاركة طرف النظام في المؤتمر الدولي، مشيرا الى أنها مبادرة هامة تعزز المشاورات بين الأطراف المتنازعة وحل الأزمة من الداخل، غير أن المتحدث أشار الى وجود محاولات دولية لعرقلة الاتفاقات الروسية – الأمريكية، وهي مبادرات حسبه تسعى الى تغليب المصالح السياسية على حساب وقف الحرب في المنطقة ووضع حد لإراقة دماء السوريين، رغم الدعوات التي وجهت للمجتمع الدولي وللجمعية العامة للأمم المتحدة دون الحصول على أي رد، مشيرا الى وجود جهود مماثلة تُبذل حاليا بهدف اتخاذ قرار غير بناء أيضا خلال الجلسة ال23 لمجلس حقوق الإنسان في ”جنيف”، وأوضح الناطق باسم الخارجية أن روسيا تبذل في الآونة الأخيرة قصارى جهودها من أجل المضي قدما لتفعيل ”جنيف 2”، وتجري العديد من الاتصالات مع كل الفاعلين في القضية بدءا بالنظام والمعارضة وصولا الى الشركاء الغربيين، وأضاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية أن بلاده تتمسك بتنفيذ هذا الأخير على أساس مبادرة ”جنيف” الأولى المؤرخة في ال30 جوان من السنة الماضية، وقال لوكاشيفتش أن قرارات بعض رموز المعارضة تبعث على الخيبة منها ما تمخض عن لقاء مدريد ومؤتمر ”أصدقاء سورية” في عمان، في انتظار ما سيحمله اجتماع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول، ولقاء وزيري الخارجية الروسي والأمريكي قريبا في باريس. على صعيد الوضع الإنساني دعت أمس منظمة ”أوكسفام” الإنسانية الاتحاد الأوروبي الى ضرورة تجديد حظر الأسلحة على سوريا معتبرة أن الانصياع لطلب لندن وباريس قد يجر نتائج مدمرة على البلاد، واعتبرت ”اوكسفام” في بيانها أن عدم التوصل الى تجديد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة نهاية الشهر، سيطيل عمر الحرب في دمشق مع مواصلة توريد الأسلحة للمعارضة، كما سيجهض الأمل الهش على حد قولها المعلق على القمة الأميركية الروسية حول السلام والمقررة في 12 جوان القادم، حيث من المقرر أن يتم تجديد العقوبات التي قررها الاتحاد الأوروبي على سوريا نهاية ماي الجاري، غير أن كلا من بريطانيا وفرنسا تمارسان ضغطا من اجل رفع حظر توريد الأسلحة لسوريا بهدف دعم المعارضة في حربها ضد النظام.