ال مناف طلاس، العميد السوري المنشق عن النظام في دمشق، إنه يأمل في أن تتوصل كل من موسكو وواشنطن إلى أرضية اتفاق للوصول إلى تسوية للوضع في سوريا، مؤكّدا قدرة روسيا في الضغط على طرف من الأطراف لتجاوز الأزمة. أوضح طلاس في تصريح لوسائل إعلام روسية، أمس، قبل بدأ مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الشعب السوري تعرض لآلام كثيرة وأن روسيا والأسرة الدولية قادرة على وضع حدّ لها، وأنه يمكن لروسيا الضغط على طرف من الأطراف لتجاوز الأزمة، مضيفا أن الأزمة في بلاده قد تنتهي بمساعدة روسيا والولايات المتحدة. وفي معرض رده على سؤال فيما إذا كان يعتقد أن الرئيس السوري مستعد للتنحي قال طلاس إن هذا الأمر غير مطروح لديه شخصيا والأهم هو تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية والجلوس إلى طاولة المفاوضات بدون سلاح، وأكد طلاس أن التاريخ قد تجاوز الديكتاتوريات ولم يعد لها مكان فيه. وتابع طلاس قوله، إن مناورات النظام واعتماده على الحل الأمني لا يجدي نفعا، مشيرا إلى أن أي اتفاق بين الروس والأمريكان سيصب في مصلحة الشعب السوري، وشدّد على أن المهم الآن بالنسبة للجميع هو تخفيف معاناة الشعب السوري ووقف خسائر الأرواح بضمانات دولية تؤدي إلى وقف العمليات العسكرية بالكامل. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنّ القرارات التي تمخّضت عن مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، تشجع المتطرفين الاستيلاء على السلطة بالقوة، حيث قال ألكسندر لوكاشيفتش، المتحدث باسم الخارجية الروسية، أمس، أن المجتمع الدولي بشكل عام بات يتفهم استحالة الحل العسكري للأزمة السورية. وأضاف لوكاشيفتش، أن القرارات التي اتخذت في روما والتصريحات التي أطلقت حرفيا وضمنيا تشجع المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة تحديدا بغض النظر عن الآلام والمآسي التي سيتكبدها الشعب السوري. وقال المتحدّث، إن المهمة الرئيسية كان يجب أن تتمثل بالوقف الفوري لنزيف الدماء والعنف والانتقال إلى الحوار السياسي كما ينص إعلان جنيف لمجموعة العمل المنعقدة بتاريخ 30 جوان ,2012 مؤكدا أن هذا بالذات ما يسمح بتنفيذ الأهداف الرئيسية للسوريين، من تأمين تطور ديمقراطي وسلمي لسوريا الموحدة ولصالح جميع مواطنيها دون استثناء. يذكر أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قرّرت الخميس دعم المعارضة السورية بمساعدات عسكرية وإمدادات غذائية وطبية، فقد تعهد الاتحاد الأوروبي بتزويد المعارضة السورية بعربات مدرعة ومعدات عسكرية غير قتالية وتقديم مساعدة فنية لها، على أن توجه لحماية المدنيين، وذلك عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء سوريا في روما الذي تمخض عن اتفاق المشاركين على تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه عبر تجهيزات غير مميتة، دون أن يلبوا طموح المعارضة في التسليح. وفي موسكو، عُقد لقاء الخميس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، لكنه لم ينجح في تذليل التباينات بين البلدين بشأن الملف السوري، وأكد بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع هولاند إثر اللقاء، أنه من المستحيل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية بدون روسيا. في هذه الأثناء، قال مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، إن الدائرة المحيطة بالرئيس السوري توحي له بأن بلاده ضحية لمؤامرة كونية يقودها إرهابيون، وأكّد الإبراهيمي خلال زيارة لمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أن الأمل في حل الأزمة السورية موجود إلى حد كبير لدى روسيا والولايات المتحدة، وقال إنه إذا اتفقت موسكو وواشنطن اتفاقا حقيقيا فسوف يسهل الوصول إلى قرار دولي، ولفت إلى أن لقاءت سابقة بين وزيري خارجية الدولتين ومساعديهما كانت مخيبة للآمال. وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، معاذ الخطيب، قد طالب الدول المشاركة بإلزام نظام الأسد بإيجاد ممرات آمنة لإغاثة المدنيين تحت البند السابع لميثاق الأممالمتحدة، والتركيز على أهمية وحدة سوريا، وحظر تصدير السلاح النوعي للنظام، طالما أن ثمة إصرارا دوليا على عدم تسليح المعارضة، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن الدعوة إلى التفاوض مع النظام يجب أن تكون ضمن محددات أعلنها الائتلاف في وقت سابق، وتتمثل في رحيل النظام وتفكيك الأجهزة الأمنية