ضياع أبرز الصفقات وبوالحبيب يتحدث أكثر مما يعمل يبدو أن صيف النادي الرياضي القسنطيني سيكون ساخنا بغضب أنصار السنافر الذين سبق لهم وأن حاولوا منذ أيام اقتحام مقر الشركة الرياضية، بسبب غموض الأوضاع وتأخر عملية استقدام اللاعبين والمدرب الرئيسي لأحد أعمدة النوادي الجزائرية. بدا واضحا منذ الإعلان عن حيازة شركة الطاسيلي أحد فروع العملاق سوناطراك على الأغلبية المطلقة لأسهم النادي وتعيين السيد بدرالدين مكرود المدير الجهوي السابق لشركة الخطوط الجوية الجزائرية كمدير عام للشركة الرياضية، ظهور صراعات، خاصة بين عضو الشركة محمد بوالحبيب والمدير المعين، صراعات لا أحد اليوم ينكرها من مسؤولي النادي الرياضي، وهو ما أثر بشكل بارز على العمل، لاسيما بخصوص تحضيرات الفريق وقضية الاستقدامات. البيان رقم 1 أشغل النار المتتبع لفريق شباب قسنطينة يدرك أن البيان رقم 1 الذي أصدرته إدارة الشركة، وهو أول بيان يوقع من قبل المدير العام السيد مكرود الذي جاء بعقلية الرجل المثقف والمسير المتمكن الذي لا يريد العمل إلا في نطاق القانون وبشكل احترافي، البيان حاول من خلاله المسؤول الأول عن الشركة الرياضية وضع النقاط على الحروف، مؤكدا من خلاله لوسائل الإعلام أنه وباستثناء مكرود المدير العام وفرصادو رئيس مجلس الإدارة لا يحق لأي كان من أعضاء الشركة ومسؤوليها التحدث باسم الفريق. ومن هنا بدأت الحرب تشتعل بين الذي ألف أن يكون في الواجهة محمد بوالحبيب ومكرود القادم دون معرفة تذكر بخصوص ما يعني شباب قسنطينة، وكانت النهاية الصدام صراحة.. بوالحبيب يفاوض ومكرود يرفض قضية رحيل الحارس سيدريك بعد قدومه إلى قسنطينة للتوقيع على العقد ورفض الإدارة دفع تكاليف إقامته في النوفوتيل كانت بداية الصراع وبروزه للعيان، قبل أن يتم التدارك ويوقع سيدريك رسميا على عقد مدته سنتان ويقدم لوسائل الإعلام، وبعده لم يوقع أي كان إلى غاية دراق أول أمس فقط.. وكانت أسماء كثيرة ذكرت خاصة في يومية رياضية مقربة جدا من محمد بوالحبيب ”سوسو”، عودية، عواج، سامر، بلجيلالي، بلكالام وأسماء أخرى لم يوقع أي منهم لفائدة الشباب، وكانت مجرد كلام للاستهلاك والضحك على ذقون المناصرين لا غير، فبلكالام يوقع لأودينيزي الإيطالي رسميا وعواج في شبيبة القبائل وعودية في ألمانيا وبلجيلالي قد يكون ضمن حسابات حداد في اتحاد العاصمة، ولموشية باق في تونس، بالمختصر المفيد ضياع كل الصفقات المهمة والشباب دوما في الانتظار. مكرود يرفع الراية البيضاء.. ”جونيمار” الصراعات الداخلية وزيادة الضغط على الإدارة جعلت المدير العام السيد مكرود يرفع الراية البيضاء الأسبوع المنقضي ويعلنها صراحة ”أنا مستقيل، لقد سئمت العمل في ظروف غير مشجعة”، خاصة وأن الوالي نورالدين بدوي وحسب مصادر عليمة أعطى في آخر اجتماع له مع مسؤولي وأعضاء الشركة الرياضية الضوء الأخضر لبوالحبيب، والغريب في الأمر أين موقع الطاسيلي من كل ذلك، وضع جعل مكرود يستسلم، قبل أن يعود بإصرار من بعض أعضاء ومسؤولي الشركة، لكن بصلاحيات ناقصة. سليماني.. أغنية جديدة بعد ضياع كل الصفقات المهمة، ولتنويم الأنصار لأيام أخرى، جاءنا القائمون على شؤون النادي الرياضي القسنطيني أمس بأغنية جديدة اسمها إسلام سليماني، فهل من المعقول أن هداف المنتخب الوطني وكل إفريقيا في تصفيات المونديال يقبل بعرض الشباب ويتجاوز عروضا أجنبية غاية في الأهمية، ولماذا لم يوقع بلجيلالي بعد حتى يأتي سليماني، ونحن نعلم أن حتى حداد الذي يصر على استقدامه ولو بأجرة مليار لم ينجح لحد الآن في إقناعه. مدربون على خطى من ذكروا من اللاعبين الأمر سيان بالنسبة للمدرب الذي سيقود شباب قسنطينة الموسم المقبل، فالنادي لحد الساعة لم يستقطب أي مدرب يذكر، وبقي بوالحبيب كل يوم يطل علينا باسم، فهذا شحاتة وذاك هنري ميشال ووصل لأمر إلى حد الحديث عن الأسطورة مارادونا، إنه الهذيان بعينه وجنون العظمة، فالفرق بدأت تستعد لتربصاتها وشباب قسنطينة مازال يصارع ويبحث عن مدرب، والمؤكد أن لا شحاتة ولا هنري ميشال سمع بالسنافر، وخيار غارزيتو يبقى الأقرب خاصة وأن الرجل سبق له وأن تفاوض في قسنطينة قبل أن يغادر لرفض مكرود وقتذاك استقباله، أما اليوم فمكرود لم يعد مؤثرا بالقدر الكافي، والفرنكو إيطالي دييغو غارزيتو الذي درب منتخب إثيوبيا، ثم مازيمبي الذي توج معه في 2009 بكأس إفريقيا للأندية البطلة ثم النادي الرياضي البيضاوي المغربي سيكون بنسبة كبيرة مدربا للفريق. حتى سعدان لم يستطع التفريط في أموال الطاسيلي الشيخ سعدان الذي أغرته أموال الطاسيلي وقبل المهمة كمدير فني للنادي الرياضي القسنطيني، لم يصمد هو الآخر وكان مصيره مثل مصير مكرود أمام ضغط محمد بوالحبيب، في قضية انتداب آلان ميشال، فسعدان اتصل بالتقني الفرنسي، ومنحه الموافقة وجاء الرجل إلى قسنطينة وتفاوض لساعات، لكن رفض سوسو لميشال أشعل نارا أخرى ودفع بسعدان إلى المغادرة والتصريح بأنه لم يوقع مع شباب قسنطينة على أي عقد، وقد يغادر النادي.. لكن سعدان عاد أمس مؤكدا بقاءه مع الشباب ومكتفيا بالإشراف على تكوين الأجيال على حد تصريح مكرود، وهكذا يبقى محمد بوالحبيب الرجل القوي كما صرح في قنوات تلفزيونية بأنه هو شباب قسنطينة.. وهذا هو الاحتراف في كرة القدم في جزائرنا؟