الطبعة السادسة لمهرجان الأدب وكتاب الشباب التي اختتمت الأحد الفارط، برياض الفتح بالعاصمة، جاءت مختلفة عن الطبعات السابقة ليس من الناحية الإيجابية وإنمّا من الشق السلبي الذي ميزته نقاط عديدة أفقدته قيمة الأدبية وبريقه الأولّ الذي ظهر به في أولى الطبعات. فإضافة إلى إقصاء عدة أقلام شابة سوى مشاركة بعضها كذر الرماد في العيون بهدف تغطية التكريس الممارس من طرف المنظمين، والبرنامج المستنسخ عن البرامج السابقة، ها هو اليوم يفقد وبشكل مريب عشاق القراءة والأدب. حول هذا الموضوع إرتأت ”الفجر” استطلاع أراء الناشرين لمعرفة مدى إقبال الجمهور على المعرض وما هي الكتب الأكثر مبيعا. مهرجان الأدب بات موّجها للطفل أكدّ حمودي عماد، مسيّر بمنشورات ”دار الهدى”، بأنّ إقبال الجمهور على معرض مهرجان الأدب وكتاب الشباب لم يكن كما كان في السابق سواء في هذه الحدث الدولي أو في معرض الكتاب الدولي الذي تحتضنه الجزائر كل سنة وأنّ الحدث بات موّجها بشكل كبير للطفل أكثر منه للشباب. مشيرا في السياق بأنّ ”دار الهدى”، تتيح فضاء منوعا للأطفال من خلال توفير مجموعة من الكتب الخاصة بهذه الفئة، حيث يرى بأنّ الإقبال كان بصفة كبيرة على كتب الأطفال على اختلافها وتنوعها وفي مقدمتها الكتب التثقيفية والدينية ،التي تهتم بتعليم الصلاة والأدعية وتنوير الطفل بقصص الأنبياء وغيرها كالكتب الأدبية مثل قصص المنفلوطي وطه حسن ، إلى جانب القواميس والأعمال التي تندرج في تعليم اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية. بالمقابل سجل المتحدث ملاحظته عن إقبال الجمهور والقراء بنسبة أقلّ على الكتب التاريخية والروائية الموّجه للكبار على غرار الكتب التاريخية، التي تحكي تاريخ الثورة الجزائرية وسيرة مجاهدات الجزائر، بالإضافة إلى كتاب ابن خلدون ”المقدمة” والأعمال المنجزة حول الرئيس الراحل هواري بومدين، وأشار فيما يخص المجال الروائي فإنّ السيطرة كانت للروايات العالمية مثل روايات شكسبير أو عموما الأدب الإنجليزي. تواضع الإقبال سببه غياب إشهار للتظاهرة أوضح زهير بن طيب، مسيّر بمنشروات بغدادي، بأنّ الإقبال كان متواضعا للغاية مع بداية مهرجان الأدب وكتاب الشباب نتيجة غياب الإشهار الكافي له،حيث لم يتم إعلام الناس والجمهور العاصمي بشكل خاص والجزائري بصفة عامة به، بينما أشار بأنّ الحركية الجماهيرية الملاحظة تم تسجيلها في الأيام الأخيرة التي سبقت اختتام المهرجان أول أمس، حيث ارتفع عدد الوافدين من الجمهور على دور النشر بشكل معتبر. وفي السياق قال المتحدث زهير بأنّ أهم مبيعات الكتب كانت في كتب الأطفال باختلافها وتنوعها حيث شملت القصص والمؤلفات التثقيفية والطريفة، إلى جانب المجلات والكتب الدينية والاجتماعية، بينما قال عن مبيعات الرواية والتاريخ الذي اقتصر على ما أنتج حول الحرب التحريرية، أنّها اقتصرت على بعض العناوين فقط لاسيما مؤلف ”الساعة ال23”. كتب التاريخ والرواية تسيطر على مبيعات الكتب في الصالون احتلت الرواية وكتب التاريخ أعلى المبيعات في منشورات ”البرزخ”، بعد أن عرفت إقبالا مميزا عليها طوال أيام فعالية مهرجان الأدب وكتاب الشباب في طبعته السادسة التي حملت الكثير من السلبيات من عدة نواحي، حيث سجلّ روايات رشيد بوجدرة وأمين الزاوي رقما مهما في مبيعات الكتب بهذا الصالون على مستوى درا نشر ”البرزخ”،لنيلها كتب الدراسات وكل ما له علاقة بالتاريخ الجزائري والمقاومة السياسية على غرار كتاب أعده مجموعة من المؤلفين حول ”تاريخ الجزائر في الفترة الاستعمارية” وما كتبه بيار وكلودين شولي عن ذاكرياتهم في الجزائر، بحسب ما أكدّته المنسقة التجارية مايا وابادي التي تحدثت عن ضعف إقبال القراء على الكتب هذه السنة لاسيما مع بداية الحدث باستثناء الحضور المعتبر في نهاية الأسبوع أين يشهد ارتفاعا محسوسا. شهر رمضان وأسباب اجتماعية تمنع عشاق القراءة من الحضور نفس المشكل المطروح بخصوص ضعف إقبال الجمهور على معارض المهرجان السنة الجارية، تحدثت عنه منسقة منشورات ”داليمان” التي ترى بأنّ السبب ربما يعود إلى الادخار الذي يعكف عليه الجزائريين من أجل شهر رمضان المعروف في الجزائر بارتفاع لأسعار المقتنيات، إلى جانب أسباب اجتماعية أخرى ساهمت في تقليص عدد الوافدين إلى المعرض من محبي وعشاق القراءة. وفي السياق تؤكد المتحدثة بأنّ تواجد الروائي الذي يوقع بيعا بالإهداء يساعد على جذب القراء، كما كان معهم من خلال أوقات البيع بالإهداء التي نظمتها منشورات ”داليمان” فتم عبرها تسجيل اقتناء الجمهور للكتب الموقعة والمثال ما حدث مع فضيلة مرابط التي وقعّت عملين لها احدهما ”قاعة الانتظار” التي سجلت مبيعات أعلى وأشارت محدثتنا بأنّ أعلى المبيعات شملت كتب التاريخ والرواية وبنسبة أقل كتب الأطفال، بالإضافة إلى مؤلف جديد للكاتب كريم شعيب بعنوان ”أطلس الجزائر” شهد هو الأخر اقتناء كبيرا من قبل الجمهور لأنّه يحكي تاريخ الجزائر من خلال الجغرافيا. الجمهور يقاطع الدورة السادسة لمهرجان الأدب وكتاب الشباب تواضع الإقبال وسيطرة الكتب التاريخية والأدبية الروائية على قائمة المبيعات، سمة الدورة السادسة لمهرجان الأدب وكتاب الشباب، هو ما أكدّه اسماعيل ممثل منشورات ”الحبر”،قائلا ” الإقبال كان جد متواضع وعزوف الجمهور ملاحظ بشكل قوي هذه السنة، فمنشوراتنا لا تخصص للطفل مساحة معينة وإنما تهتم بمجال الأدب والتاريخ،من خلال وجود عديد الكتب باللغتين العربية و الفرنسية، خصوصا روايات مولود معمري بالفرنسية منها رواية ” لو بوان دو سي محند”، ومؤلفات بن جامين ستورا حول تاريخ الجزائر والتي عرفت مبيعات كبيرة، بينما شهدت الرواية والكتاب باللغة العربيةإقبالا ضعيفا في منشوراتنا ولا ادري ما السبب، لكن تبقى المبيعات في التاريخ والأدب بنسب متساوية. عزوف الجمهور والسبب مجهول سعيدة مكلفة بالإعلام على مستوى دار” الشهاب” وافقت الآراء السابقة بقولها ”بالنسبة لي لا يوجد إقبال إطلاقا إذا ما قارنّاه بالسنة الفارطة، وحقيقية هو ضعيف ولا أدري لماذا، عدا بعض الآباء الذين يصطحبون أبناءهم خلال نهاية الأسبوع”، هذه الجملة تعكس مدى تراجع وتدهور مهرجان الأدب وكتاب الشباب من سنة لأخرى. من جهة أخرى ورغم ضعف الإقبال المسجل إلا أنّ مبيعات الكتب التاريخية تأتي في الصدارة بعدما أصبح الشباب مهتما بها إلى حد بعيد خلال وقتنا الراهن، وأصبحت موضة تطرح أكثر من تساؤل. لتليها الرواية التي لا تزال تحافظ على المراتب الأولى في قائمة مبيعات منشورات ”الشهاب” وخاصة تباع كثيرا إذا ما تزامنت مع عقد ندوة أدبية حول موضوع روائي معين، حيث شهدت كتب رشيد مختاري نسبة مبيعات عالية، بينما تأتي كتب الأطفال والقصص والموسوعات العلمية والثقافية ثالثة. هذه النقاط السلبية تعكس مدى التراجع المخيف لمستوى مهرجان ”الفليف” في كل دورة وتفضح كل المساعي الفاشلة للقائمين على الفعالية بغرض إنجاحها، كما تثبت تبنيهم لسياسة التكريس والإقصاء. هذه الأمور قمت ضحية هي الجمهور الذي لم يعد يهتم بالتظاهرة نظرا لكونها نسخة مكررة وأنّ لا جديد ستحمله كل طبعة سوى تكرار نفس السيناريو طوال 10 أيام.