ساد الهدوء أمس الميادين المصرية بعد ليلية دامية شهدت اشتباكات عنيفة بين المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي، أسفرت عن سقوط 5 قتلى وجرح العشرات في صفوف الجانبين، فيما ذكرت مصادر مصرية أن محمد مرسي راسل القوات المسلحة وعرض عليها التفاوض على سحب مؤيديه من الميادين مقابل إطلاق سراحه رفقة قيادات الإخوان المعتقلة. تدخلت القوات المسلحة لفض المواجهات بين مناصري الإخوان ومعارضيهم ليلة المسيرة الحاشدة التي خرج فيها الجانبان في إطار ما أطلقوا عليه ”مليونية النصر والعبور” وتحدثت مصادر محلية عن استخدام أعيرة نارية وأسلحة بيضاء في الاشتباكات التي وقعت في مناطق عدة منها الاسكندرية، كما أفادت مصادر عن مقتل 4 سيدات وإصابة 10 متظاهرين في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري المعزول ومعارضيه في مدينة المنصورة في وقت متأخر من ليلة السبت، وقد واصل الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضوه التظاهر إلى غاية فجر أمس في ميادين القاهرة ومحافظات مصرية أخرى، بالتزامن مع احتفال البلاد بالذكرى الأربعين للانتصار في حرب 6 أكتوبر عام 1973 الذي صادف وقتها العاشر من رمضان، فيما تبقى تعزيزات الجيش منتشرة بكثافة في شوارع العاصمة ومختلف المحافظات، كما جددت المؤسسة العسكرية تحذيرها للمحتجين من خطورة الاقتراب من المنشآت العسكرية. فيما ذكرت جريدة ”الوطن” المصرية نقلا عن مصادر خاصة بها أن الرئيس المخلوع محمد مرسي حمل أحد مستشاريه المقيمين معه بإحدى استراحات الجيش رسالة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة يطالب فيها بالعفو والإفراج عنه مقابل دعوة أنصاره لترك ميادين التظاهرات والعودة إلى الحياة العادية، كما عرض مرسي في الرسالة التي خطها بيده حسب ذات المصادر على القوات السماح له بالسفر رفقة عائلته للإقامة في الخارج، وطالب من الجيش التعهد بعدم ملاحقته قضائيا وكذا الإفراج عن قيادات الإخوان المعتقلة، غير أن القوات المسلحة رفضت مقترح مرسي وردت عليه بأن الشعب هو صاحب القرار، وقالت المصادر أن أجهزة المخابرات وتحريات الأمن القومي جمعت كل التهم والجرائم التي ارتكبها مرسى طوال عام من حكمه وبعد عزله، وفي مقدمتها التخابر مع دول أجنبية منها بريطانيا التي أطلعها مرسى على أمور تمس الأمن المصري وتتعلق بمعلومات خاصة بتسليح الجيش وتحركاته، وتوجهات السياسة الخارجية المصرية، وإفشاء أسرار الدولة للإدارة الأمريكية خلال لقاءاته مع السفيرة آن باترسون، بالإضافة إلى اتصالات تمت بين مرسى وعناصر قيادية في حماس تكشف تواطؤ مرسى في التعامل مع انتشار العناصر المسلحة والجهادية في سيناء. إلى ذلك وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى القاهرة ظهر أمس في أول زيارة لزعيم عربي إلى البلاد بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، يلتقي خلالها العاهل الأردني الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ونائب الرئيس المصري للشؤون الخارجية محمد البرادعي، ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لبحث القضايا المشتركة والتعاون بين البلدين في ظل ما تعرفه منطقة الشرق الأوسط من تغيرات خاصة ما يحدث سوريا وعلى الحدود مع فلسطين وجديد المساعي التفاوضية التي حققتها زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى رام الله بعد اجتماعه في عمان بقيادات إسرائيلية وفلسطينية.