تتواصل العمليات التضامنية عبر إقليم عاصمة جرجرة تيزي وزو، بمناسبة شهر رمضان المعظم، من خلال تظافر جهود الهلال الأحمر الجزائري والجمعيات الخيرية إلى جانب سكان الأحياء الشعبية، رغبة منهم في إعانة عابري السبيل والعائلات المحتاجة في هذا الشهر الكريم. وخلافا للسنوات الفارطة، عرفت مناطق تيزي وزو، لاسيما مقر الولاية، نزوحا كبيرا للجالية السورية التي تتوافد يوميا على مطاعم الرحمة منذ بداية الشهر الفضيل، ليزداد الإقبال في العشرالأواخر، وهوما وقفت عليه ”الفجر” خلال مشاركتها مائدة الإفطار في إحدى هذه المطاعم بقلب المدينة. واقتربنا من البعض منهم لمعرفة سبب تواجدهم بكثرة بالولاية، فردوا علينا أن الشام ليست بخير وأن الحروب الدائرة هناك دفعتهم إلى الهجرة الجماعية. ولعل خير مثال على الجو التضامني الحقيقي ما يعكف عليه شبان حي بكار بقلب المدينة، والذين رفعوا التحدي لمساعدة المعوزين وعابري السبيل، إذ نجد شبانا من مختلف الأعمار يطبخون ويغسلون الأواني ويعدون مائدة الإفطار وكلهم عزم وتحدي لإسعاد أكبر عدد من المعوزين، بل يقوم هؤلاء الشبان على ربط اتصالات مع فاعلي الخير الذين يمدونهم بالمواد الغذائية واللحوم الحمراء وغيرها، وهذا تفعيلا منهم للمشاريع الخيرية التي باتت تعرف تراجعا كبيرا في تيزي وزو مع السنوات الأخيرة لتراجع مساعدات المحسنين والتجار. في السياق ذاته، يواصل المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري عملياته التضامنية عبر البلديات، خصوصا النائية منها، حيث تعكف اللجان المحلية على إحصاء المعوزين ومدهم بالمساعدات المادية بالتنسيق من مصالح النشاط الاجتماعي ومكاتب البلدية المخصصة لهذا الغرض، مع إيصال قفة رمضان إلى مستحقيها في أماكن تواجدهم. وكانت ذات الهيئة التضامنية قد أطلقت قافلة تضامنية زارت عددا من البلديات، أين تم توزيع ما لا يقل عن 24430 وجبة، من بينها 13627 وجبة تم ايصالها الى سكنات مستحقيها مع 10803 وجبة أخرى تم تقيدمها للمعوزيين وعابري السبيل بمطاعم الرحمة التسعة التي تم فتحها عبر بلديات الولاية، خصوصا في كل من ذراع بن خدة، تادمايت، ذراع الميزان، إلى جانب عين الحمام، اقبيل، الاربعاء ناث ايراثن، بوزڤان وفريحة، مع إحصاء 1628 وجبة بمعدل 2714 وجبة لكل لجنة محلية. إلى جانب توزيع منذ بداية رمضان 3000 قفة بها مختلف المواد الغذائية كالسميد السكر والعجائن والزيت والقهوة. كما تمت برمجة عملية ختان 500 طفل ينحدورن من العائلات المحتاجة بمناسبة ليلة القدر. إلا أننا وقفنا خلال خرجة ميدانية على بعض المظاهر السلبية الأخرى التي عكرت صفو الأهالي والمصلين من خلال التوافد الكبير لعائلات تونسية بالكامل وهي تسد أبواب المساجد للتسول، بل اكتسحت عائلات بأكملها أماكن عمومية حوّلتها الى مساكن لها مفتوحة على الهواء الطلق. واللافت للانتباه وأنت تمر عبر الأزقة الكبرى لتيزي وزو وجود عدد كبير من النسوة ذوات البشرة السمراء من مختلف الأعمار ومعهن أطفال صغار لا تتعدى أعمارهم الخمس سنوات، في حين يفضل آخرون افتراش الأرصفة، بل وصل الحد إلى اكتشاف حالات استغلال لأطفال ينتسبون لعائلات دون أن تكون على علم بالظاهرة، وهو ما باشرت التحقيق فيه مؤخرا الأجهزة الأمنية للوصول إلى من يدير شبكة التسول عبر اقليم تيزي وزو، التي اقتصرت في السابق على متسولين من الداخل، ليتم اليوم استقدام عائلات بالكامل من تونس تمتهن التسول بكل احترافية.