توفي الشاعر السوري سليمان العيسى، الجمعة الفارط، عن عمر ناهز ال 92 عاما في العاصمة السورية دمشق، بعد صراع طويل مع المرض، حيث سيشيع جثمان الراحل اليوم الأحد في مقبرة الشيخ رسلان بدمشق. ويعتبر الشاعر الراحل من أهم الشعراء السوريين، وقام بكتابة كافة النصوص الشعرية في كتب التعليم الابتدائي في سوريا. وبدأ العيسى بكتابة الشعر في ال 9 من العمر، وكتب أول ديوان شعري له في القرية التي ولد فيها، قرية النُّعيرية، وتحدث فيه عن هموم الفلاحين وبؤسهم. شارك سليمان العيسى لاحقا ومن خلال قصائده القومية في المظاهرات والنضال القومي الذي خاضه أبناء لواء اسكندرونة ضد الاحتلال التركي، وكان حينها في الصف الخامس والسادس الابتدائي، أي في السن ال 11 و 12 عاما. وغادر لواء اسكندرونة بعد سلخه عن سوريا عاما 1939، ليتابع مع رفاقه الكفاح ضد الانتداب الفرنسي، وواصل دراسته الثانوية في ثانويات حماة واللاذقية ودمشق، ويعتبر العيسى من مؤسسي ”اتحاد الكتاب العرب” في سورية عام 1969، والشاعر الراحل متزوج وله ثلاثة أبناء وهم معن، وغيلان، وبادية. وتتزامن وفاة الشاعر الراحل مع ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والذي كان صديقه المقرب، ومن أبرز أعمال الراحل الأعمال الشعرية التي تقع في أربعة أجزاء طبعتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 1995 ”على طريق العمر” والثمالات بأجزائها الثلاثة، الكتابة بقاء والديوان الضاحك 2004 وقصائد صغيرة لي ولها وكتاب الحنين وثمالات 5 وباقة نثر. كما له العديد من المجموعات الشعرية المستقلة أبرزها حب وبطولة مختارات وموجز ديوان المتنبي وديوان الجزائرودمشق حكاية الأزل وغيرها. ومن أهم أعماله الشعرية والنثرية للأطفال فرح للأطفال، مسرحية الشيخ والقمر، أغاني النهار، كتاب الأناشيد، احكي لكم طفولتي يا صغار، وائل يبحث عن وطنه الكبير، علي بابا والأربعون لصاً، علاء الدين والفانوس السحري إضافة إلى العديد من القصص المعربة والمترجمة. وقد نال الراحل العديد من الجوائز، منها جائزة لوتس للشعر من اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وجائزة الإبداع الشعري من مؤسسة البابطين ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في عام 2005، تقديرا لعطائه الأدبي والثقافي وتفانيه في خدمة الأمة العربية.