وعود من الوزارة بشفافية التقييم يخوض اليوم عشرات الآلاف من المترشحين لسلك الأساتذة والمعلمين مسابقة الظفر بمنصب في سلك التربية من ضمن 12 ألف و500 منصب فتحته وزارة التربية لتعزيز كادرها التدريسي في الأطوار الثلاثة. يلتحق اليوم المترشحون لمسابقة التوظيف بمراكز الامتحان على مستوى 50 مديرية تربية، بعد أن تسلموا استدعاءاتهم خلال فترة إيداع الملفات التي انتهت في 25 جويلية الماضي. وسبق لمصدر مطلع بوزارة التربية الوطنية أن كشف ل”الفجر” أن عدد المترشحين لمسابقة التوظيف التي أطلقتها الوزارة خلال الشهر الماضي وقبلت ملفاتهم قد بلغ حدود 160 ألف مترشح، موزعين على 50 مديرية تربية عبر الوطن في مختلف التخصصات، وفي الأطوار التعليمة الثلاثة، الابتدائي والمتوسط والثانوي. وأفاد المصدر ذاته أن هؤلاء المترشحين الذين سيجتازون المسابقة التي ستكون في شكل امتحان شفهي هذا الإثنين 12 أوت سيتعرفون على نتائجهم الخاصة بإدراجهم ضمن قائمة المحظوظين والفوز بمنصب عمل يوم 28 أوت، وهي النتائج التي ستعلق على مستوى المديريات التي ترشحوا فيها للمسابقة. وسيلتحق هؤلاء الأساتذة بمقار عملهم يوم 6 سبتمبر، وهو يوم الدخول المدرسي للسنة الدراسية 2013-2014 بالنسبة للأساتذة، وذلك بعد أن يكونوا قد تعرفوا من قبل على اسم المؤسسة التربوية التي سيزاولون بها عملهم. وبالنظر إلى أن الناجحين في مسابقة التوظيف ليسوا من خريجي المدارس العليا للأساتذة الخمس الموزعة عبر الوطن، أشار المصدر نفسه أن الناجحين سيخضعون لتكوين بيداغوجي مدته أسبوع قبل الدخول المدرسي، ويتعلق بطرق إلقاء الدروس والتعامل مع التلاميذ والسلوكات الواجب الاقتياد به في الحرم المدرسي، مشيرا أن هذا التكوين سيلحق بفترات تدريبية أخرى خلال السنة الدراسية للرفع من مستوى هؤلاء الناجحين، وتسهيل عملية تكيفهم واندماجهم في قطاع التربية. ويشرف على عملية التكوين مفتشون مختصون في كل مادة عبر مختلف مديريات التربية، علما أن الوزارة تحصي حوالي 800 مفتش تربية في الطور الثانوي، وأكثر من ألف في الطور المتوسط، وألفين في الابتدائي. وكانت وزارة التربية قد فتحت 12500 منصب عمل جديد خلال المسابقة التي أطلقتها مع بداية لشهر الجاري في مختلف التخصصات، والتي تم ضبطها وفق الاحتياجات التي أرسلتها مديريات التربية إلى مصلحة الموظفين والموارد البشرية بالوزارة، وذلك مع مراعاة الميزانية الممنوحة للوزارة. وسيقيم كل مترشح للمسابقة بالاعتماد على سلم التنقيط ينص على منح نقطتين للشهادة، ونقطتين على تاريخ الحصول على الشهادة، ونقطتين للمترشح الذي استفاد من تكوين إضافي في تخصصه، وينقط المسار الدراسي للمترشح في الجامعة ب3 نقاط، أما المعيار المتعلق بالبحوث المنجزة في نفس التخصص ستنقط بنقطتين، ويستفيد من يتوفر على خبرة في مجال التعليم من 6 نقاط كاملة، في حين منت المقابلة التي تجرى يوم المسابقة 3 نقاط فقط. وتسعى وزارة التربية من خلال هذه المسابقة إلى تغطية العجز في التأطير الذي يعاني منه القطاع منذ سنوات، والذي قد يرتفع هذا العام مع التحاق خروج أكثر من 12 ألف أستاذ ومعلم بسلك المتقاعدين. ولتفادي أي تلاعبات بنتائج الناجحين، كشفت مصادر تربوية أن وزارة التربية وجهت تعليمات للمديرين الولائيين بالسهر على حيادية لجان التنقيط، وعدم انحياز الأساتذة المشرفين على المقابلة الشفهية لأي مترشح، ملزمة إياهم في هذا الإطار بتدوين كل عضو للعلامة التي منحها للمترشح، في محاولة منها لتفادي الاحتجاجات التي أعقبت العام الماضي الإعلان عن النتائج، والتي رأى فيها البعض أنها لم تكن نزيهة وشفافة.