عالجت محكمة بئر مراد رايس قضية سيدة في العقد الرابع من عمرها، هذه الأخيرة التي رسّمت شكوى قضائية ضد ابنها العاق بعد أن تعرضت لكل أنواع العنف والترهيب لا لشيء سوى أنها عارضت استقدامه إلى حرم منزلها رفقاءه في جلسات السوء. وردا على ذلك راح يعتدي عليها فضلا عما أسمعها من عبارات سب وشتم مخلة بالحياء، ولم يقف عند هذا الحد بل أقدم على تحطيم جميع أثاث المنزل، فحتى الثريات والحنفيات لم تسلم من نرفزته، فلم تجد الأم من وسيلة للدفاع عن نفسها سوى التوجه إلى أقرب مركز شرطة بعد أن ضاقت ذرعا من تصرفات ابنها، ما استلزم توقيفه وإيداعه الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية، بعد أن نسبت له جنحة الاعتداء على الأصول. وبجلسة محاكمته اعترف بما نسب إليه طالبا من والدته العفو. وبمجرد أن طالبت ممثلة الحق العام بالتماساتها المتمثلة في عامين حبسا نافذا، انفجرت الأم بالبكاء وبدأت الدموع تتساقط من عينيها كقطرات المطر، حيث غلبت عليها عاطفة الأمومة وطلبت من رئيسة الجلسة إطلاق سراح ابنها وراحت تتوجه نحوه بقفص الاتهام حيث وضعته بين ذراعيها وانفجرت بالبكاء. وهو المشهد الذي تأثر به جميع من حضر جلسة المحاكمة، في حين جعلت رئيسة الجلسة النطق بالحكم في الحين لتجعلها عقوبة موقوفة النفاذ.