تعززت مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي، ب30 سريرا جديدا لفائدة المرضى الذين قد يخضعون لجراحة استعجالية في عين المكان، ما سيساهم بشكل فعال في تحسين خدمات هذه المصلحة التي كانت على الدوام محل انتقاد لاذع من قبل المواطنين، إلى جانب إعادة تهيئة وصيانة مصلحة التوليد التي تبقى النقطة السوداء في الملف الصحي للولاية. بوشرت عمليات تهيئة وصيانة مصلحة الاستعجالات والتوليد بمستشفى ابن رشد منذ قرابة السنة، حيث خصصت ميزانية مالية فاقت 2.2 مليار سنتيم لدعم هاتين المصلحتين اللتين تعتبران أكثر المصالح نشاطا نتيجة الإقبال المهول لعدد المرضى عليها، حيث تشكلان وجهة سكان 6 ولايات شرقية كاملة، ما يرفع بشكل مخيف عدد المرضى الذي يبلغ في مصلحة التوليد لوحدها ال18 ألف حالة توليد بأكثر من 6000 عملية قيصرية. فيما تشهد مصلحة الاستعجالات أزيد من 4000 مريض يوميا، خصوصا خلال موسم الاصطياف. وزيادة على هذا العدد الهائل من المرضى الذين يقصدون المستشفى للعلاج، لا تخلو مصالح الاستعجالات وأقسام العمليات الجراحية من مرضى آخرين موسمين، يتم نقلهم إلى مصالح المستشفى جراء إصابات متفرقة بالنظر للارتفاع المهول لحوادث المرور والغرق على مستوى الشواطئ، خلال موسم العطل والاصطياف، ما يزيد في وتيرة عمل الأطباء من جهة وشبه الطبيين من جهة أخرى، ما يشكل - حسبهم - كابوسا حقيقيا يدفع للعمل ليلا ونهارا من أجل ضمان تقديم خدمة طبية استعجاليه في المستوى للمرضى. عمليات التهيئة والتوسيع التي عرفتها المصلحتان سالفتا الذكر ستساهم بشكل فعال في خلق مساحة أوسع وأكبر لاستقبال آلاف المرضى، وتسهيل مهمة التكفل بهم من قبل الطواقم الطبية العاملة، ما سيرفع طاقة الاستيعاب التي كانت وراء العديد من المشاكل والمعضلات التي تعرفها على الخصوص مصلحتا الاستعجالات والتوليد، والتي غالبا ما ينجم عنها الاعتداءات التي تخلف جرحى ومصابين في صفوف الأطباء والشبه طبيين وصفوف المرضى أنفسهم. وقد كانت مصلحة الاستعجالات على الخصوص، شاهدة على عشرات مثل هذه الظواهر التي تنجم أساسا عن الضغط الكبير غير المعقول لعدد مرضى الاستعجالات، ما يستدعي تدخل الجهات الأمنية لفض النزاعات، وقيام عمال المستشفى بالعديد من الوقفات الاحتجاجية المنددة بهذه الممارسات التي تضع حياة الطبيب في الخطر المحدق. وبالنظر للوضعية المزرية التي تعيشها استعجالات ابن رشد من جهة ومصلحة التوليد من جهة أخرى، فقد جاء مشروع إعادة التهيئة والصيانة الذي تم تمويله بملايير السنتيمات من أجل تحسين الخدمة الطبية التي كانت محل انتقاد لاذع من طرف المواطنين والمسؤولين على القطاع على السواء، مع العلم أن هذه الأشغال كانت وراء خلق عطل فادح في إتمام العمليات الجراحية، والقيام بالكشوفات الطبية لمريضات سرطان الثدي، حيث أجلت جميعها أشهرا كاملة إلى حين وضع اللمسات الأخيرة لأشغال البناء. وينتظر آلاف المرضى تحسين وضعية مستشفى ابن رشد، التي تبقى دون المستوى بالنظر للحالة المتدهورة التي تتواجد بها غرف المرضى، خصوصا بمصلحة التوليد التي كانت محل العديد من فضائح سوء التسيير. تجدر الإشارة إلى أن وضعية القطاع الصحي في ولاية عنابة تبقى رغم المجهودات المبذولة دون المستوى، حيث تعاني الهياكل الصحية من النقص الفادح في العمال الاختصاصيين، سواء في المجال الطبي أو الشبه الطبي، على غرار القابلات و تقنيي المصورات الطبية، دون الخوض في نقص الوسائل والأجهزة الطبية التي لازالت ترهن افتتاح مستشفى مرضى السرطان المحاذي لابن رشد منذ أكثر من سنتين كاملتين.