تعرض الطاقم الطبي وشبه الطبي بمصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ''ابن رشد'' بعنابة ليلة أول أمس، لمحاولة اعتداء من طرف أصدقاء وأفراد عائلة شاب تعرض لجروح خطيرة إثر سقوط عنيف من علو صخر عال بأحد شواطئ مدينة عنابة. عرفت مصلحة الاستعجالات الجراحية في حدود الساعة التاسعة ليلا، فوضى عارمة، إثر إقدام آخ الضحية المقيم بحي بوزعرورة في بلدية البوني، على محاولة الانتحار حرقا، بصب كمية معتبرة من البنزين على جسده، ما استدعى تدخل أعوان الشرطة، في محاولة منهم لمنعه من الانتحار، إلا أن المعني قام بتسلق جدار مصلحة الاستعجالات، واستقر فوق سطح المبنى، مهددا بحرق جسده احتجاجا على الطاقم الطبي لمصلحة الاستعجالات الطبية، الذين تخلوا -حسبه- عن تقديم المساعدة والعلاج لأخيه الذي لا يزال تحت المراقبة الطبية منذ قرابة أسبوع من دخوله مصلحة الاستعجالات الجراحية. وتسببت الفوضى العارمة بمصلحة الاستعجالات في مغادرة الطواقم الطبية وشبه الطبية لمواقع عملهم، خوفا من تعرضهم للاعتداء من طرف أفراد عائلة المصاب، ما أربك عمليات التدخل والجراحة الاستعجالية لعشرات المرضى القادمين ليلا إلى المصلحة، حيث أجبر الأطباء على الصعود إلى الطوابق العليا لمبنى مصلحة الاستعجالات، لتجنب الدخول في صدام مع المحتجين، خاصة بعد أن وجد عناصر الشرطة صعوبات كبيرة في تهدئة المحتجين، وإنزال الشخص الذي هدد بالانتحار من سطح مبنى المصلحة. وتعرض العشرات من المرضى لإهمال تام من طرف الطواقم الطبية، حيث غادر الكثير منهم أسرّة وغرف العلاج، وتوجهوا صوب البوابة الرئيسية للمصلحة، احتجاجا على تأخر الأطباء ومساعديهم في تقديم العلاج والإسعافات الضرورية لعدة ساعات. وقد اضطر العديد من الأطباء، أثناء وقوع الحادثة، إلى التوجه جماعيا نحو مستشفى ابن سينا، الذي يبعد عن مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد بأكثر من 05 كيلو متر، ريثما يتم تهدئة الوضع، وإنزال الشخص الذي حاول حرق نفسه.