وجود متربصين بانتخابات البرلمان ومحاولات إغراء تضر بسمعة الحزب لم أنفرد بوضع القائمة واستشرت أعضاء المكتب السياسي استبعد المنسق الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، الذهاب لعقد دورة اللجنة المركزية لعدم توفر الأجواء المناسبة واستمرار حالة عدم التوافق بين الأجنحة حول شخصية الأمين العام القادم. قال بلعياط، في حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية، إن استدعاء الدورة القادمة للجنة المركزية مرتبط أساسا بوجود اتفاق وتوافق بين المناضلين وجميع الأجنحة حول انتخاب الأمين العام القادم، نافيا وجود شخصية معينة تتمتع بالإجماع، واغتنم الفرصة ليوضح أنه يطالب بوجود قيادة جماعية لتسيير الحزب، وأنه ليس ضدها في حالة اقتراحها. واعتبر المنسق الذي يلقى انتقادات شديدة من طرف المعارضة، أن استدعاء الدورة في الوقت الراهن هو ضرب من المغامرة لغياب حالة الانسجام داخل الحزب، حتى وإن كانت العاصفة قد هدئت نوعا ما، مضيفا أنه لحد الساعة هو غير متأكد من سيرها الحسن، وتحدث عن وجود شروط تعجيزية من قبل بعض الأطراف حول معايير الترشح لمنصب الأمين العام، مذكرا بالأزمات التي مر بها الحزب عبر مختلف الحقب التاريخية والتي ”خرج منها في كل مرة منتصرا وأكثر قوة”. وحول اجتماع كتلة الحزب في البرلمان يوم السبت المقبل، أكد منسق المكتب السياسي أن هذا الاجتماع كلاسيكي وعادي سيخصص لتحضير الدورة البرلمانية القادمة، وتابع أن المكتب السياسي استدعى اجتماع الكتلة كما جرت عليه العادة في مثل هذه اللقاءات بهدف التحضير للدورة القادمة و كذا مناقشة شؤون الحزب، وكل ما يهم المنتخبين بما في ذلك الوضع الذي يسود داخل الكتلة على ضوء تجديد هياكل المجلس الشعبي الوطني، موضحا أنه لم يكن ضد انتخاب الهياكل إلا بعد أن تأكد من معلومات تفيد بوجود متربصين بالعملية الانتخابية لخلق الفوضى، وكذا محاولات إغرائية تضر بسمعة الحزب ومكانته، ما اضطره للجوء إلى طريقة التعيين، وأشار إلى أنه قام باستشارة واسعة لأعضاء المكتب السياسي، وأنه لم ينفرد بوضع القائمة، وتقيد بالصلاحيات التي يتمتع بها وفقا للمادة التاسعة من القانون الداخلي للحزب. .. نواب يعلنون مقاطعتهم لاجتماع السبت لعدم شرعية ما يقوم به المنسق العام من جهة أخرى، هدد الرئيس السابق للكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، الطاهر خاوة، رفقة عدد من النواب، بالامتناع عن حضور الاجتماع المقرر يوم السبت من طرف المنسق الوطني للحزب عبد الرحمان بلعياط، وأعضاء المكتب السياسي، قناعة منهم بعدم شرعية ما يقوم به بلعياط. وحسب التقديرات الأولية، فإن أزيد من 100 نائب مقتنعون بفكرة مقاطعة الاجتماع من حيث معارضتهم للبرنامج، وأن حضورهم سيكون لمعارضة بلعياط وليس للمصادقة ومناقشة البرنامج المقترح من قبل المنسق الوطني والمكتب السياسي. ويرفض النواب الاعتراف بجميع ما يصدر عن بلعياط والمكتب السياسي، ويهددون بمقاطعة اللقاء أو الذهاب من أجل التشويش على الاجتماع. .. والمحافظون يستجدون المكتب السياسي لإنهاء حالة الشغور وذات السياق، استجدى أمناء المحافظات لحزب الأفالان في اجتماع لهم، أعضاء المكتب السياسي بالإسراع في إنهاء حالة الشغور والتحضير العاجل لعقد دورة الجنة المركزية، واعتبروا أن اقتراب آجال الانتخابات الرئاسية سبب كاف حتى لا يكون الحزب خارج الأحداث الوطنية، ولمحوا إلى وجود شخصيات داخل الأفالان تسهر على زرع الفتنة، دون أن يذكروها بالاسم، وقالوا أنه من المفترض أن تكون ”حكيمة”. وعبر المحافظون في بيان عن استنكارهم لممارسات ”من يرعون المناورات” التي تؤثر سلبا على الحزب، خاصة وأنها صادرة من قياديين بارزين يفترض ”أن تتوفر فيهم الحكمة ورزانة السلوك”، منددين بمحاولة نشر الجهوية البغيضة بين المناضلين واستغلال هذه الوسيلة الدنيئة لتحريضهم على تقسيم الحزب، واعتبروا أن الأزمة التي يشهدها الحزب هي من هندسة بعض الأطراف، وأن ”الحل الوحيد لحل الأزمة هو تكريس الديمقراطية ورفض الأبوية والوصاية والاحتكام مرة أخرى للصندوق للانتخاب قيادة جديدة تتولى مهمة رص الصفوف، حتى يشارك الأفالان بفعالية في الاستحقاقات الوطنية التي ستنظمها الجزائر في الآجال القادمة”.