رفضت وزارة الخارجية المصرية تدويل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ الثلاثين جوان على الرغم من التصعيد الأمني الخطير الذي رافق فض اعتصامي رابعة والنهضة، كما تحفظت الوزارة على الموقف الأمريكي من القضية معتبرة وقف المساعدات الدولية لمصر في ظل الظروف التي تمر بها البلاد أمرا مرفوضا، فيما هدّد الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في علاقاته مع مصر على خلفية الأحداث الدامية التي جرها العنف مؤخرا بين قوات الأمن وجماعة الإخوان التي تصّر على مواصلة الاحتجاج والخروج في مسيرات يومية تنديدا بضحايا الميادين وطلبا لعودة الشرعية. تتوالى التصريحات الحكومية المرتبطة بالأزمة التي تعيشها مصر في الآونة الأخيرة خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي عرفت استعمالا مفرطا للعنف من الجانبين، وبعد ترجيح مجلس الوزراء خيار حلّ جماعة الإخوان المسلمين وإعلان الرئاسة المصرية حبها ضد الإرهاب، ردت وزارة الخارجية على الانتقادات الموجهة لسلطات البلاد بشأن الاستعمال المفرط للقوة في التعامل مع المتظاهرين. الخارجية تتحفظ على موقف واشنطن وترفض تدويل الأزمة المصرية وانتقد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الصمت الدولي تجاه من يقف وراء أعمال العنف في مصر، مؤكداً أن السلطات المصرية تعاملت بتعقل وضبط للنفس مع الأحداث التي عاشتها مؤخرا على الرغم من التصعيد الأمني الخطير من قبل جماعة الإخوان على حد قوله، وكشف عن عزم السلطات تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن أحداث ما بعد 30 يونيو، وأشار المتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده أمس إلى رفض السلطات المصرية لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد، مؤكدا أن مصر تفتح ذراعيها لكل التيارات السياسية ولن تكون ملكا للتيار الإسلامي فقط أو العلماني دون سواه، وأعلن وزير الخارجية المصري أن القاهرة تتحفظ على الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الحالية في مصر، مشيرا الى أن التلويح بوقف المساعدات الدولية لمصر لن يغير في الأمر شيئا معلنا نية القاهرة مراجعة حجم المساعدات الدولية إلى مصر ومدى الاستفادة منها رافضا تدويل الأزمة المصرية. الاتحاد الأوروبي يعيد حساباته مع مصر على خلفية الأحداث الدامية التي تعيشها مصر، حذر أمس كل من رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو الجيش المصري والحكومة المؤقتة من إقدام الاتحاد على إعادة النظر في علاقاته بمصر، إذا ما لم يتوقف العنف وتتبنى سياسة الحوار بين الأطراف المتقاتلة في البلاد، ودعا المسؤولان الحكومة إلى ضرورة إنهاء دوامة إراقة الدماء التي تتخبط فيها مصر والعودة الى المسار الديمقراطي السليم، مهددا بأن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 عضوا سيعيد النظر خلال الأيام القادمة في طبيعة العلاقات التي تربطه مع مصر ويعمل على تبني إجراءات صارمة من شأنها الدفع إلى تحقيق هذا الهدف، وكان مكتب المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، أعلن الجمعة أن ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد سيعقدون اجتماعا الإثنين في بروكسل لدراسة الوضع في مصر. الأزهر يدعو للمصالحة وكان الأزهر قد دعا أمس الأول على لسان شيخه الدكتور أحمد الطيب كل المصريين من مختلف التيارات والقوى الحزبية إلى فتح باب التصالح والتعاون من أجل وحدة أبناء الوطن واستقراره والعمل على تجاوز الفترة الراهنة. وخاطب شيخ الأزهر رجال الأمن والقوات المسلحة المصرية، داعيا إياهم إلى حفظ الأمن والوطن في الداخل والخارج، مناشدا كل الأطراف وقف أعمال القتل والتخريب والدمار التي تطال هياكل ومنشآت الدولة وكذا بيوت العبادة من مساجد وكنائس، كما دعا التيارات السياسية في مصر إلى تبني لغة الحوار بدل السلاح لحل المشاكل الداخلية والتطلع لبناء مستقبل أفضل للوطن. تحالف دعم الشرعية يدعو إلى مسيرات يومية يواصل أنصار مرسي التظاهر وتنظيم المسيرات المنددة بالانقلاب العسكري وباستعمال العنف في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وسط تعزيزات أمنية مشددة تجنبا لوقوع اشتباكات بين الجانبين، ودعت الجماعة إلى تحرك المسيرات من مساجد عدة لتتجمع أمام المحكمة الدستورية العليا وميدان روكسي بمصر الجديدة، فيما ذكرت مصادر بوزارة الأوقاف المصرية أنها الوزارة أمرت بإغلاق المساجد الكبرى عقب كل صلاة لتفادي استغلالها في أحداث العنف، وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر دعا إلى مواصلة فعاليات ”أسبوع رحيل الانقلاب”، بتنظيم المزيد من المظاهرات ابتداء من يوم أمس في جميع المحافظات عقب كل صلاة العصر.