قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إن فض اعتصامي رابعة والنهضة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي جاء بعد تعذر الوصول إلى حلّ سياسي، مشيرا إلى أن الحكومة تأسف لسقوط ضحايا بصرف النظر عن انتمائهم السياسي. جاء تصريح فهمي هذا في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة أمس، شدد فيه على أن السلطات تدين العنف الذي شهدته مصر من قبل أطراف غير حكومية، مضيفا أن السلطات قامت بضبط النفس بمواجهة العنف في البلاد، كما لفت فهمي الى أن بعض المواقف الدولية صمتت حيال الإجرام الذي قام به البعض في مصر، لكنه رحب بالمساعي الحميدة على أن يبقى الحل بأيدي المصريين. ولفت فهمي إلى ضرورة أن يؤخذ في الاعتبار أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية يسعى المجتمع فيها لتحديد الهوية السياسية وقال »بكل صراحة لن يكون المستقبل للتيار الإسلامي السياسي فقط أو للتيار العلماني فقط، ولكن لابد وأن يشمل كليهما.. وهنا المعضلة وغطاؤها السياسي هو القانون والسلمية وأمامنا طريق لكي ننطلق إليه ولابد من ضبط الأمن وضمان الاستقرار حتى يكون الحوار بناء«. ودعا وزير الخارجية إلى ضرورة الالتزام بالعمل السياسي الديمقراطي وبالسلمية مشددا علي أن اللجوء إلي تدويل القضية من شأنه تأخير وعرقلة المصالحة والمضي في المسار الديمقراطي المحدد طبقا لخارطة الطريق. وبعد دخول العديد من الدول الأوروبية وبعض الدول الأخرى على خط الأزمة المصرية، فيما يتعلق بفضّ الاعتصامات، ودعوات للحكومة لوقف العنف وضبط النفس، حسب زعمها، دون مطالبة جماعة الإخوان بطلب مماثل، قال وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، إن بلاده ترفض تدويل الأزمة المصرية لكونه يساهم في مزيد من الاستقطاب ويعطل الحل السياسي. وأكد فهمي أن هناك تخاذلاً من المجتمع الدولي في تسليط الضوء وغضّ الطرف عن عنف جماعة الإخوان المسلمين، وإذا كان المجتمع الدولي متمسكاً بالشرعية وبحقوق الإنسان عليه أن يوجه انتقادات ضد عنف الجماعة، مشيراً إلى وجود تناقض صارخ بين الاهتمام بضبط النفس والتخاذل الدولي في إدانة العنف. ولفت الوزير إلى أن مصر ليس لديها معضلة في اهتمام المجتمع الدولي بها، لكن الأمن القومي المصري يحدده المصريون وحدهم، والعلاقة مع مصر يجب أن ينظر إليها من منظور أوسع، كما يجب أن يأخذ في الاعتبار أن مصر تعيش مرحلة انتقالية، يتم على أثرها تحديد هوية مصر السياسية، فمصر ستكون للجميع ولن يتحكم فيها فصيل سياسي بعينه. وتابع المتحدث، أن القاهرة ستواصل استقبال الوفود الأجنبية من قبل الأسرة الدولية وترحب بكافة المبادرات، مؤكدا أن مصر دولة إقليمية ومؤثرة في محيطها وتعمل في إطار المنظومة الدولية. لكن الوزير قال إن التلويح أو التهديد بسحب أو وقف المساعدات أمر مرفوض، في إشارة إلى تهديدات واشنطن، وقال فهمي إن بلاده ملتزمة بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق حول الاضطرابات الأخيرة.